الاضطرابات النفسية
Jan 7 2024
تعرف الفوبيا بأنها مرض نفسي وظيفي يتخذ أعراضا من بينها شعور المريض بالخوف والقلق إما أن تكون هذه المخاوف مادية أو معنوية، تتشكل هذه المخاوف من مثيرات ليس من شأنها أن تثير الخوف أو القلق لدى الغالبية العظمى من الناس، وذلك لأنها لا تتضمن خطرا أو تهديدا لحياة الفرد. ومع إدراكه بأن هذه المخاوف التي تنتجها الفوبيا لا تقوم على أي أساس منطقي إلا أنه يشعر بالخوف عندما يتعرض لمثل هذه المثيرات، ولا يستطيع تجاوز الفوبيا أو توقيف التفكير عنها ببذل مجهود ذاتي إنما يحتاج إلى اللجوء للعلاج النفسي ليتمكن من تحقيق ذلك.
تعد الفوبيا من أهم أعراض اضطراب الوسواس القهري وهذا ما يدفع المصاب بالفوبيا الشعور بالأعراض التالية:
إذا ما تساءلنا عن منشأ أو مصدر الخوف لوجدنا أن هناك فريقا من المفكرين يفترضون أنها فطرية أي يولد الفرد مزودا بها، بينما يرى الغالبية من علماء النفس أن الفوبيا تحدث نتيجة لمرور الفرد بمواقف وخبرات غير مؤاتية لا سيما ما حدث منها في سن الطفولة المبكرة. كذلك فإننا نجد أن مدرسة التحليل النفسي ترجع بالفوبيا والشعور بالخوف الشاذ إلى رغبات سية تجاه الوالد من الجنس المضاد لجنس الطفل أو الخوف من الخصاء عند الذكر.
ومن التفاسير التحليلية أيضا أن خوف المريض من الجراثيم أو الحشرات ليس إلا تعبيرا رمزيا عن مخاوف أخرى داخلية أو دفينة، وعلى ذلك فالخوف الشاذ هو خوف منقول من موضوعه الأصلي إلى المثير الظاهري كالجراثيم، أو الحشرات أو الرعد أو البرق. إذ يكون الموضوع الأصلي والحقيقي لهذه المخاوف هي: الأفكار، الآراء، الدوافع والرغبات، ونزعات العدوان.
تتعد الترجيحات حول أسباب الفوبيا وشعور المريض بالأعراض السابقة ويمكن إجمالها بالتالي:
الكثير من الاضطرابات النفسية وراثية المنشأ فإصابة أحد أفراد العائلة باضطراب نفسي معين، يرجح معه إصابة آخرين بذات الاضطراب. وهذا ما ينطبق على الفوبيا فإصابة أحد أفراد العائلة باضطراب القلق فهذا كفيل بإصابتنا بالفوبيا. إذ تعد الإصابة باضطراب القلق من الأسباب تستدعي الشعور بالخوف المرضي الفوبيا.
تعد البيئة المنبع الأساسي للاضطرابات النفسية والمخاوف التي نصاب بها، نحن كبشر تشكيلنا النفسي محكوم بطبيعة البيئة التي نعيش فيها، إذ كلما كانت بيئتنا غير آمنة تولد لدينا الشعور الدائم بالقلق وقلة الشعور بالأمان، ونقصد بالبيئة الغير آمنة مثلا تواجدنا في بيئة تدفعنا لتعاطي المخدرات أو بيئة سببت اصابتنا بالاكتئاب ما دفعنا لتناول مضادات له. هذا يؤدي بالضرورة لإصابتنا باضطراب نفسية عديدة من بينها الفوبيا.
تعرض الإنسان لمرض عصيب يحتاج فترات وطرق علاج طويلة وصعبة يلازمه فيها الشعور بالألم، هذا من الممكن أن يسبب له فوبيا من المرض أو العلاج فهذا من شأنه أن يشكل لديه مخاوف صحية دائمة. مثال ذلك تعرضه لصدمات الدماغ.
ومن أمثلة المثيرات التي تسبب حالات الشعور بالخوف:
ذكرنا آنفا بأنه لا يمكن للفرد أن يتجاوز المخاوف التي يشعر بها بسبب الفوبيا بشكل ذاتي رغم إدراكه بأنها مخاوف غير حقيقية أو منطقية، على ذلك يجب أن يكون علاجه من الفوبيا بتدخل خارجي يعتمد على العلاج السلوكي المعرفي، الذي يمكن المريض من إدراك المخاوف التي تسببها الفوبيا وتعزيز قدرته بالسيطرة عليها. وإن كنا نتواجد في بيئة اجتماعية غير آمنة تدفعنا لتعاطي المواد المخدرة أو الكحول يجب الابتعاد عنها قدر الإمكان لأنه من شأن هذه المواد أن تعزز لديك الشعور بالقلق والفوبيا. ويمكن أن نعمل مع ذلك تواجدك في بيئة اجتماعية تجعلك محاط بعلاقات اجتماعية سامة تثير حفيظتك للشعور بالخوف والقلق وهذا ما يسبب بدوره إصابتك بالفوبيا.
وحده العلاج النفسي سيمكنك من إدراك مخاوفك والعمل على إدارتها، سيخلق لديك مناعة نفسية تمكنك من مواجهة الفوبيا وما تولده من مشاعر الخوف والقلق لديك. وتذكر بأن تجاهلها للمشكلة أو التعايش معها لا يعني أنها اختفت ولم تعد موجودة، لذلك مهما قمت بتجاهل مشاعر الخوف والقلق فهذا لن يحل المشكلة، بل ومن الممكن أن تتفاقم أعراض الفوبيا لديك لذلك من المهم جدا توجهك لديار العلاج النفسي.
حمل تطبيق الصحة النفسية من تطمين الان على جوجل بليي واب ستور لتحصل على تمارين وادوات عملية لمساعدتك في علاج الفوبيا.
0