الصحة النفسية
Jan 12 2024
جميعنا نشعر أحيانًا برغبة في الانعزال عن العالم المحيط بنا والابتعاد عن الجميع لتخفيف الضغوط التي نعاني منها، ويعتبر هذا التصرف طبيعيًا، فنحن جميعًا نحتاج لوقت مع ذاتنا بين الفترة والأخرى لمراجعة الأحداث المهمة التي جرت في الماضي والتخطيط للمستقبل، لكن الرغبة في الانعزال والانطواء من الممكن أن تزداد بشكل كبير عند بعض الأشخاص بشكل يدفعهم للهروب الدائم من مواجهة الآخرين ويؤثر على كافة تفاصيل حياتهم.
طور الطبيب النفسي كارل يونغ مفهوم الانطوائية في أوائل القرن العشرين، حيث وصف الشخص الانطوائي بأنه الشخص الذي يفضل أن يكون في بيئات أقل تحفيزًا ويميل للانعزال والابتعاد عن الناس والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
على العموم فإن الشخص الانطوائي لا يخاف من الأخرين أو يكرههم ولا يخجل منهم، إلا أنه يستمتع ويرتاح بالانعزال في البيئات الهادئة أكثر من المشاركة الاجتماعية، وتشير بعض الدراسات إلى أن السبب في ذلك يعود إلى تركيز الدوبامين، فأدمغتنا تتفاعل مع مشاهدة الأشخاص والتفاعل معهم عبر إنتاج كميات كبيرة من الدوبامين، وهي المادة المسؤولة عن منحنا الشعور بالمتعة والسعادة، لكن دماغ الانطوائي ينتج كمية أقل من الدوبامين عند تفاعله مع الآخرين، كما ربطت دراسة (Hobgood.2020) الانطوائية بالعديد من العوامل البيولوجية.
ربما كنت تعتقد أن الانطوائية عبارة عن مجرد خجل بسيط يجعل الشخص يفضل البقاء بعيدًا عن الآخرين ولا يشارك في المناسبات الاجتماعية، لكن الحقيقة أن الانطوائية لا تقتصر على ذلك فقط، فالانطوائية لها أنواع مختلفة، وكل نوع منها يتميز بخصائص مختلفة عن الأنواع الأخرى، وهذه الأنواع هي:
على الرغم من أن الجلوس مع نفسنا بين الوقت والآخر يمنحنا فرصة للهدوء والتفكير بشكل أفضل، لكن الكثير من الانطوائية يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الصحة النفسية والجسدية، وقد أظهرت دراسة (Ning.2018) أن الانطوائية تزيد من خطر الوفاة، كما أنها تعتبر من العوامل المؤهبة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، كارتفاع ضغط الدم والتصلب الشرياني، بالإضافة إلى ذلك تصعّب الانطوائية على الشخص تجاوز العجز بعد الإصابات أو الأذيات المختلفة، كما أنها تزيد من فترة النقاهة لمعظم الأمراض.
هل للانطوائية فوائد وإيجابيات؟
للانطوائية فوائد وميزات عديدة يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
قد يكون من الصعب تمييز الأشخاص الانطوائيين، فهم في معظم الحالات يبدون طبيعيين للغاية، إلا أنه من الممكن مشاهدة بعض العلامات، ولعل من أهمها:
يساعدك التغلب على العزلة والانطواء على تحقيق المزيد من التقدم والنجاح في حياتك على مختلف الأصعدة، وذلك يعود إلى أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وغير قادر على البقاء وحيدًا، وفيما يلي أهم النصائح التي تساعدك على التغلب على العزلة والانطواء:
إحدى أهم الخطوات الضرورية للتغلب على الانطوائية هي الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، وهذا يعني أنه ينبغي عليك أن تضع نفسك في مواقف أكثر صعوبة، وأن تكون مستعدًا لتحمل المزيد من المخاطر والقيام ببعض الأشياء التي كانت تبدو مستحيلة بالنسبة لك.
لكي تتغلب على الانطواء ينبغي عليك قضاء وقت أقل بمفردك، وأن تكون مع أشخاص إيجابيين في معظم الأوقات، فهناك الكثير من الإيجابيات لقضاء الوقت مع أشخاص آخرين، كتوفر قدر أكبر من الفرص وخلق المزيد من العلاقات الاجتماعية وتعزيز السعادة والرفاهية العقلية والجسمية.
بمجرد أن تتمكن من تحديد سمات الانطوائية السلبية التي لديك يمكنك البدء في العمل على تغييرها، وتجاهل التوتر الموجود في أفكارك، ومن الضروري أيضًا أن تتجاهل الأفكار السلبية الصغيرة في رأسك والتي تمنعك من التقدم والتغلب على الانطوائية، اعمل على مواجهة الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، سيساعدك ذلك على بناء الثقة والشجاعة تدريجيًا.
هنالك الكثير من الفوائد التي تجنيها عند تغلبك على العزلة والانطواء التي كنت تعاني منها، ومن أهمها:
إذا لم تستطع التغلب على عزلتك من خلال التوصيات والنصائح السابقة، وأثرت هذه العزلة على حياتك بتفاصيلها المختلفة، يمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق تطمين لمساعدتك على تحديد سبب المشكلة والتخلص منها.
حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من تطمين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.
الدراسات:
Donna K.Hobgood ABO B gene is associated with introversion personality tendancies through linkage with dopamine beta hydroxylase gene, University of Tennessee, Chattanooga College of Medicine, 1751 Gunbarrel Road, Chattanooga, TN 37421, United States, 2020.
Ning Xia , Huige Li, Loneliness, Social Isolation, and Cardiovascular Health, Department of Pharmacology, Johannes Gutenberg University Medical Center , Mainz, Germany, 2018 Mar 20;28(9):837-851.
0