عادة ما يتم تشخيص اضطراب ثنائي القطب في مرحلة المراهقة، لكن هذا لا ينفي ظهور بعضا من أعراضه خلال مرحلة الطفولة، أو أثناء فترة الحمل وبعد الولادة عند النساء. يتم الاعتماد بشكل أساسي خلال مرحلة التشخيص على علامات وأعراض يتم تحديدها من قبل طبيب أو أخصائي نفسي مختص. وعليه، تطرح لكم تطمين في هذا المقال التعريف باضطراب ثنائي القطب، أسبابه، أعراضه، وكيفية علاجه.
ما هو اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي)؟
هو عبارة عن حاله صحية عقلية يترتب عليها تقلبات في المزاج ناتجة عن حدوث نوبات من الانفعالات، التي يرتب حدوثها تقلبات مزاجية حادة سواء بارتفاعات (الهوس أو الهوس الخفيف) أو الانخفاضات (الاكتئاب). حيث يشعر المصاب في حالة الارتفاعات العاطفية: بالابتهاج، نشاط زائد، سرعة في الانفعال كالغضب، والإقدام على القيام بتصرفات غير محسوبة أو مخطط لها. أما في حالة الانخفاضات، فتتمثل بالحزن، اليأس، فقدان الاهتمام بالأنشطة، بكاء، تجنب الآخرين، ونظرة سوداوية للحياة. ذلك مع مرور المريض بفترات تكون حالته المزاجية طبيعية.
أسباب اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي).
لم يتم العمل على تحديد سبب دقيق للإصابة باضطراب ثنائي القطب، لكن هناك بعض العوامل التي يساعد ظهورها على الإصابة. منها:
- عوامل بيولوجية، مثل: تغيرات عضوية في الدماغ كتغير التوازن الكيميائي له.
- عوامل وراثية. تتمثل بوجود حالة اكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب لدى أحد أفراد العائلة.
- أسباب بيئية مثل التعرض للإساءة في مرحلة الطفولة أو التوتر والإجهاد النفسي لفترة طويلة الأمد.
- تناول المواد المخدرة والكحوليات.
كيف اعرف أني أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟
يمكنك معرفة ذلك من خلال تشخيصك بأعراض اضطراب ثنائي القطب، منها:
- الشعور بوجود طاقة هائلة ونشاط عال، مع استمراره فترة أكثر من المعتاد.
- أفكار متسارعة ومتداخلة تدفعك للتحدث بسرعة قصوى وعن عدة أمور متنوعة معا.
- الشعور بقدرتك على أداء عدة أمور معا في ان واحد.
- الثقة الزائدة في النفس والشعور بداء العظمة.
- القيام بأمور خطيرة دون تفكير، كإنفاق مبالغ طائلة من المال.
- الشعور بالحزن، الفراغ، وفقدان الأمل. ما يدفع المريض للبكاء بين فترة وأخرى.
- وجود صعوبة واضطرابات في النوم، تدفع المريض للشعور بالأرق أو النوم لساعات طويلة.
- فقدان المتعة و عدم الشعور بالسعادة في أداء أي نشاط مهما كان.
- صعوبة في التركيز أو التفكير.
- النسيان كثيرا.
- اضطرابات في تناول الطعام سواء التناول بكثرة أو قلة التناول. اضطرابات في الوزن سواء زيادة أو نقصان.
- الشعور بالتعب والارهاق، ما يترتب عليه فقدان الطاقة والنشاط.
- الشعور بانعدام القيمة والذنب دون وجود سبب وجيه لذلك، ما يدفع المريض للتفكير بالموت والانتحار.
علاج اضطراب ثنائي القطب:
- العلاج الدوائي. مثل: استخدام أدوية مثبتات المزاج، مضادات نوبات الصرع، ومضادات الاكتئاب. مع الانتباه أن هذه الأدوية يمنع تناولها دون استشارة من طبيبك النفسي المختص.
- جلسات العلاج النفسي مثل: العلاج السلوكي المعرفي، الذي يمكن المريض من تحديد السلوكيات السلبية والعمل على استبدالها، وهذا يعني المساعدة على تحديد أسباب حدث نوبات ثنائي القطب.
- العلاج بالصدمة الكهربائية: هذا العلاج مخصص للاشخاص الذين يعانون من فترات اكتئابية حادة ترافقها ميول أو أفكار انتحارية.
- العمل على وضع برنامج روتيني يهدف لتنظيم معدل النوم لدى المريض، بالإضافة إلى وضع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية.
- العلاج العائلي، وهو العلاج الذي يركز على الأسرة ويؤمن بأن التواصل الأسري مع المريض، يساعده على الالتزام بالخطة العلاجية بشكل أفضل.
هل يمكن علاج ثنائي القطب بدون أدوية؟
- حاول إقناع المريض بالعلاج بشكل سلمي، وابتعد عن تهديده بأخذه للمشفى للعلاج.
- يجب العمل على احتواء المريض، ذلك بالابتعاد عن مضايقته، وانتقاده بشكل شخصي ومستمر.
- لا تلزم المريض على تغيير سلوكه، وعليك أن تدرك بأنه لا يملك القدرة الكاملة على التحكم بها.
- ابذل الجهد اللازم لإظهار وتوضيح الحقيقة للمريض، حتى لا تترك حيزا للتخيلات والشكوك التي تصيبه.
- احتواء المريض لا يعني ابدا أن تتقبل أفكاره المرضية، بل افتقدها بشكل صحي وسليم لمساعدته على إدراك سلوكه المرضي.
يعتبر أفضل علاج لاضطراب ثنائي القطب هو الموائمة ما بين العلاج الدوائي وجلسات العلاج النفسي، علما بأنه لا يمكن العمل على تحديد مدة علاج معينة، فمن الممكن أن يتلقى المريض العلاج طوال حياته. يعتمد نجاح علاج اضطراب ثنائي القطب على مستوى الحالة المرضية، ومدى التزام المريض بالخطة العلاجية المعدة له من قبل طبيبه، بالإضافة إلى حجم الدعم الذي يتلقاه المريض من بيئته والمقربين منه.