المشاعر
Dec 31 2023
هل تغادر كل علاقاتك وأنت على ثقة أن الطرف الآخر لم يكن يحبك حقا؟ هل تعاني دوما لتشعر بالقبول من زملائك؟ أو رغم أنه لديك الكثير من الأصدقاء، تشعر سرا أن لا أحد يحبك حقا؟
الشعور بأنك غير محبوب قد يكون عبئا ثقيلا، من النوع الذي غالبا ما نتعامل معه دون مساعدة من الخارج و نشعر بالعار من إخبار أي كان.
قد تظن أنك تشعر بعدم الحب بسبب الآخرين. تختار شركاءك بشكل سيء، الأشخاص في العمل كلهم حمقى، لا تستطيع الوثوق في أحد هذه الأيام.
لكن أنت الذي يختار باستمرار هذا النوع من الأشخاص والتجارب.فبطريقة ما أنت تصنع حياة تكون فيها غير محبوب. ما الذي يجعل إذا هذه الحلقة المفرغة تستمر؟
الشعور بعدم الحب هو ما يعرف في علم النفس ب”معتقد أساسي”.
المعتقد الأساسي هو افتراض (غالبا ما يكون مخفيا في عمق ذواتنا) نكوِّنه عن العالم ونعتبره فيما بعد حقيقة. وقد يبدو كالآتي:
المعتقد الأساسي يعيش في لاوعيك، حيث يشجعك على العيش من منظور يمليه عليك.
زاوية نظر معتقدك الأساسي تصبح هي المكان الذي تتخذ منه كل قراراتك. لذا في النهاية، فإنك تثبت صحة المعتقد الأساسي دون أن تدرك أنك تفعل ذلك. أنت بذلك تكون عند حسن ظن أسوأ توقعاتك!
على سبيل المثال، إذا كان لديك معتقد أساسي بأنك غير محبوب، فقد يكون لديك ميل قوي في الحياة لاختيار شركاء غير متاحين عاطفيا. شخص ليس لديه معتقد أساسي بأنه غير محبوب سوف يبتعد عن وضع كهذا.
لكنك بدل ذلك سوف تستغل التجربة “لتثبت” لنفسك مرة أخرى أنك غير محبوب. في الحقيقة، إذا ظهر شخص محب في حياتك، من المحتمل أن تجد سببا لترفضهم.
أغلب المعتقدات الأساسية نكوّنها ونحن أطفال. نصنعها لنفهم تجاربنا ونحمي أنفسنا.
الصدمات النفسية أثناء مرحلة الطفولة سبب رئيسي لشعور الرشداء بأنهم غير محبوبون. قد يكون الأمر فقدان أب/أم أو أخ، تخلي أحد الأبوين عن الطفل أو إهماله، مرض أحد الأبوين عقليا أو إدمانه.
الإساءة الجنسية أثناء الطفولة على وجه الخصوص تخلف للطفل نظرة محطمة عن ذاته. رغم أنه كان الضحية، فإن ذهنه يقلب الوضع ويخلف لديه شعورا عميقا بالذنب، أو شعورا بأنه تالف (محطم) والآن لا أحد سيحبه.
الأطفال يحتاجون حبا غير مشروط، تعاطفا، وقبولا ليصبحوا رشداء يشعرون أنهم محبوبون. إذا كان لديك، رغم المظاهر الخارجية، مقدم رعاية رئيسي مكتئب أو متحكم، يميل لتجاهلك، أو يظهر لك الحب فقط إذا كنت “فتاة جيدة” أو “فتى هادئ”، آنذاك سينتهي بك الأمر معتقدا بأنك غير محبوب.
الشعور بعدم الحب قد “يبدو” كأنه أمر غير مهم. لكنه مسألة خطيرة جدا. قد يكون سببا مساعدا في تطور حالات نفسية كثيرة ويعتبر للأسف سببا رئيسيا للانتحار. وهذه بعض المشاكل والاضطرابات المرتبطة به:
أهم شيء يجب تعلمه هنا هو أن شعور عدم الحب عبارة عن قناعة، و ليس حقيقة. والقناعة يمكن مواجهتها وتغييرها.
تذكر أيضا، أن قراراتك هي التي تدعم هذا المعتقد الخاطئ. هذا يعني أنه إذا وجدت دعما لتعلم طرق جديدة للتصرف، سوف تجد أنه حتى التغييرات البسيطة يمكن أن تقربك من الحب بدل ابعادك عنه.
الشعور بعدم الحب غالبا ما يرتبط بتجارب الطفولة الصعبة والتي تحتاج معالجة، لذا فالحصول على المساعدة موصى به.
[ انتظروا تتمة هذا المقال حول تقنيات بسيطة للشعور بأنك محبوب أكثر]
كل أنواع العلاج بالكلام تساعدك على الشعور أنك محبوب.
ذلك لأن العلاج في حد ذاته علاقة، تتطور بينك وبين معالجك. وهي علاقة تساعدك على عيش (ربما لأول مرة) شعور أن تثق وأن يوثق بك.
العلاج التخطيطي و العلاج السلوكي الجدلي بالخصوص ينصح بها كعلاجات طويلة الأمد إذا كنت تعاني لعيش علاقة عاطفية دائمة. كما يلاحظ استعمالهما لعلاج حالات اضطراب الشخصية الحدي أو الإساءة الجنسية.
العديد من العلاجات الجديدة، قصيرة الأمد يمكن أن تساعد في تغيير المعتقدات الأساسية حول الشعور بالحب. العلاج السلوكي المعرفي هو أشهر أنواع العلاجات. هذا النوع من العلاج يدرب دماغك على إدراك الأفكار السلبية وعدم الانفعال اللحظي بسببها. هذا يحررك للقيام بفعل إيجابي بدل الدخول في دوامة من الأفعال والمزاجات السلبية.
العلاج التحليلي المعرفي (Cognitive analytical therap) والعلاج الديناميكي التفاعلي (dynamic interpersonal therapy) ينظران أيضا لأساليب تفكيرك وتصرفك، لكنهما يركزان أيضا على علاقاتك.
العلاج بالالتزام والتقبل (Acceptance and commitment therapy) يركز على مساعدتك لملاحظة، قبول، وتقبل حياتك وذاتك. إنها تركز أيضا على مساعدتك على إدراك قيمك الشخصية، ثم أخذ الإجراءات الضرورية لمواءمة حياتك معها.
المصدر: Harley Therapy
الصورة: Free Vector
0