العائلة والأطفال
Jan 6 2024
في دراسة تم جمع بياناتها في مصر شملت 1621 مراهقا في المدرا س الثانوية، أظهرت أن 30% منهم قد عانوا من رغبة قوية في الموت في العام السابق للدراسة. وفي لبنان أظهر 28.9% من طلاب المدراس في مختلف المحافظات، تفكيرا انتحاريا. وفي دراسة مغربية لتقييم الجوانب الوبائية لمحاولات الانتحار بين الأطفال، تم تحديد 66 محاولة، معظمهم من الإناث اللواتي متوسط أعمارهن 13 عامًا. أما في دراسة تم عملها في قسم الطوارئ من مستشفى في دبي، فقد أظهرت نتائجها أن الانتحار كان هو النية الأكثر شيوعا بين القادمين إلى القسم بسبب التسمم.
على الرغم من ندرته الإحصائية، إلا أن الانتحار بين الأطفال قد يحدث قبل سن البلوغ. لذا من المهم عدم التقليل من فهم الأطفال لمعنى الانتحار، ولا الاستخفاف باحتمال أن ينخرطوا في سلوك انتحاري.
كالأسئلة التالية:
علينا عندما نسأل تلك الأسئلة أن نضع في اعتبارنا التطور المعرفي للأطفال، والمهارات اللفظية، مفاهيم الزمن والموت والانتحار بالنسبة له، والسببية.
إن المراهقة هي مرحلة متميزة بالاندفاعية والمشاعر المكثفة والبحث عن الهوية، لذا تميل عوامل الخطر المعروفة جيدًا للانتحار إلى أن تكون أكثر شيوعًا خلال هذه الفترة، بما في ذلك على سبيل المثال الاكتئاب والقلق الشديد، كما يزداد في سن المراهقة استخدام المخدرات والذي بدوره يرجح كفة عوامل الخطر. بالإضافة إلى أن بعض الضغوطات الاجتماعية تتفاقم في تلك الفترة مثل فسخ العلاقات العاطفية والتحديات التعليمية وضغط الأبوين.
علينا اتباع استراتيجيات الوقاية التي تراعي السياقات المختلفة لحياة المراهقين (العائلات، الزملاء، المدرسة)، والتي تعكس مسارات متنوعة ثقافيًا للنمو والمرونة، كالاعتراف بأهمية انتماء الأصدقاء وقبولهم، ودعم وزيادة الاستقلالية في سياق العلاقات العاطفية، وتعزيز النشاطات.
كما تعتبر مناهج حل المشكلات بين هذه الفئة العمرية من الاستراتيجيات الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار وخلق الفرص للشباب. بالإضافة إلى أن السعي وراء المعنى يمكن أن يساعد الشخص على التغلب على الألم والمعاناة، عندما نجد الأمل، نميل أقل إلى الانتحار. إن الأمل عامل وقائي رئيسي ضد السلوك الانتحاري، وهو محفز لعملية التعافي.
إن سلوك إيذاء النفس غير الانتحاري عند المراهقين هو مؤشر قوي على محاولات الانتحار في المستقبل.
كما علينا الانتباه إلى إشارات التحذير بين المراهقين والتي قد تشمل:
بشكل عام، مع تصاعد نية الانتحار وشدة الأعراض، تزداد مخاطر الإقدام على السلوك الانتحاري المحتمل. المراهقون الذين لديهم عدد من عوامل الخطر (على سبيل المثال الاكتئاب وتعاطي المواد المخدرة) والذين لديهم تاريخ سابق في السلوك الانتحاري والإبلاغ عن وجود أفكار حالية ومحددة عن الانتحار ينبغي النظر إليها كمخاطر عالية.
من خلال البحث والأدلة الأولية، يقترح أن العوامل التالية قد تعمل على حماية المراهقين: مهارات التأقلم وحل المشكلات والخبرة مع النجاح ومشاعر الفاعلية، الإحساس القوي بالانتماء والاتصال، الدعم الاجتماعي، العلاقات الشخصية والكفاءة، الدفء الأسري، الدعم والقبول، النجاح في المدرسة، مناخ المدرسة الداعم، والسياسات والممارسات المدرسية لمكافحة التحرش، والهوية الثقافية القوية، والتمتع بتقرير المصير والعدالة الاجتماعية.
في سياسة الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بشأن منع الانتحار والتدخل وما بعد الانتحار، يعدّ بناء تحالف علاجي قوي من أهم مكونات العمل العلاجي مع المراهقين ذوي التفكير الانتحاري. والمقصود بذلك هو موقف يتسم بالدفء والثقة والتعاطف والرعاية ويعمل على غرس الأمل.
إن تطوير علاقة تعاطفية من خلال الاعتراف صراحة بمستوى الألم واليأس الذي يمر به أولئك المراهقون الذين غالبًا ما يتركون العلاج قبل الأوان أو لا يتبعونه، هو مفتاح تطوير تحالف قوي.
0