في زمن كانت فيه مستشفيات الطب النفسي أشبه بمعازل يختفي المريض خلف جدرانها وقتا طويلا قد يمتد لنهاية عمره، وكان يُعهد إلى الطبيب النفسي أن يحمي المجتمع من"هؤلاء المرضى وعنفهم وغرابة أطوارهم"، نشأت قصة الحصان الأزرق ماركو كافالو، الذي لم يكن حصانا مفتول العضلات، ولا متفوقا في السباقات، لكنه أصبح بطلا ورمزا لتكسير جدران المعازل النفسية وإخراج المرضى النفسيين وإعادتهم لمكانهم الطبيعي في المجتمع. جدير بالذكر أنه حتى في أيامنا هذه، يأتي بعض الأهالي للعيادة طالبين مني أن يودعوا ابنهم أو ابنتهم مستشفى الأمراض النفسية للأبد، فتلك الفكرة ليست رهينة بالحقبة الزمنية القديمة، بل هي ممتدة حتى وقتنا الحاضر بالرغم من التقدم الحضاري والفكري فيما يتعلق بالصحة النفسية.
Jan 10 2024