الإدمان
Jan 8 2024
تعدّ مقاطع الأفلام الإباحية نوعًا شائعًا من وسائل الترفيه للبالغين وهي عبارة عن مشاهد جنسية فادحة أو مبالغ فيها بهدف إثارة المُشاهد جنسيا. يتنوع محتوى مقاطع الفيديو هذه ليشمل مثلا لقطات من تصوير الهواة في منازلهم أو أفلام تنتجها شركات مختصّة بشكل احترافي و بالاستعانة بممثّلين. ويغطّي هذا النوع مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الممارسة الحسّية الفردية أو بين طرفين، أو أكثر كالجنس الجماعي، والمفضلات الجنسية أو الفيتيشات، والأدوار الشهوانية كالسادية/المازوخية. من الواجب الذكر أنه لا يتم تصوير أو نشر جميع مقاطع الافلام الإباحية برضا وموافقة جميع الأطراف المعنية وأن عرض أو إنتاج مثل هذه الأفلام قد يكون غير قانوني في بعض الدول، إضافة إلى كونه مكروها ومن المحرمات في أكثر من عقيدة. علاوة على ذلك، قد تؤدّي المشاهدة المفرطة للأفلام الإباحية إلى آثار سلبية على الصحة النفسية ، العقلية والجسدية للإنسان.
يمكن الوصول إلى الأفلام الإباحية بسهولة في هذا العصر، وقد يتطلب جهدًا أقل بكثير من التفاعل أو التقرب إلى شريك محتمل. بالنسبة للمتزوجين أو من هم في علاقة، يمكن أن يساهم هذا في خلق حلقة مفرغة تسبب فيها الإباحية مشاكل في العلاقة الحميمية ، مما يدفع الشخص إلى الاعتماد بشكل أكبر على الأفلام الإباحية لتحقيق الرضا الجنسي والهروب من مشاكل العلاقة. أما للبعض الآخر، فيمكن أن تنجرّ عن مشاهدة الإباحية بانتظام حالة إنطواء وانفصال عن الواقع، مما قد يسبب توقعات غير معقولة، تولّد تصرفات غير لائقة وحتى إجرامية مع الجنس الآخر، كالتحرش والاغتصاب أو العنف في حالات قصوى.
يمكن تعريف إدمان الأفلام الإباحية بكونه سلوكا قهريا يصبح فيه الشخص مواظبا على مشاهدة المحتوى الجنسي لدرجة مرضيّة وتتعارض مع نسق حياته اليومية. يمكن أن يؤدي مثل هذا النوع من الإدمان إلى ضعف الإنتاجية وتوتّر العلاقات والاضطراب العاطفي، كما يمكن أن يتسبّب أيضًا في مشاكل صحيّة جسديّة، مثل قلة النوم وزيادة التوتر. قد يجد مدمنو مشاهدة الأفلام الإباحية صعوبة في التحكم في رغباتهم وقد يستمرون في مشاهدة هذه الأفلام على الرغم من اختبارهم ومعرفتهم بالعواقب السلبية. في بعض الحالات، قد يحتاجون إلى المساعدة، مثل العلاج النفسي أو مجموعات الدعم، من أجل التغلب على الإدمان.
من السهل أن تصبح الأفلام الإباحية إدمانًا لبعض الأفراد بسبب الطريقة التي يستجيب بها الدماغ للصور الجنسية. توجد أدلة على أن نفس نشاط الدماغ الذي يظهر في إدمان المخدرات أو الكحول يظهر أيضًا لدى الأشخاص الذين يستهلكون الأفلام الإباحية كثيرًا. لكن تجدر الإشارة إلى أنه لن يصبح كل من يشاهد الأفلام الإباحية مدمنًا، بل غالبًا ما تتبع رحلة إدمان الأفلام الإباحية نفس النمط الذي تتبعه أنواع الإدمان الأخرى. على سبيل المثال، قد يتعرض الشخص لصور إباحية وقد يبدأ في اكتشاف المواقع والوسائط الإباحية تدريجيا.
قد تتطوّر مرحلة التجريب هذه بعد ذلك إلى الإفراط والهوس أو الاعتماد، والتي تتميز بمشاهدة المزيد والمزيد من أنواع الأفلام الإباحية إلى حد إهمال الأنشطة والمسؤوليات الأخرى. وقد يعاني مدمنو الأفلام الإباحية أيضًا من ضغوط عاطفية عند محاولة الإقلاع عن الأفلام الإباحية، كالعصبية أو الكآبة. تتضمن بعض أضرار إدمان الأفلام الإباحية وأعراضه المبكّرة ما يلي:
ومن بعض الأضرار الأخرى الناتجة عن تطوير الشخص لعلاقة غير صحية مع الإباحية ما يلي:
إذا ثبت أن الشخص يعاني من إدمان الأفلام الإباحية، فهذه هي الحلول الأولية لتخلص والعلاج من إدمان الأفلام الاباحية:
لكن يجب على الشخص زيارة الطبيب إذا أصبح:
وأحيانا، للمعالج المختصّ قدرة على مد يد المساعدة في إدمان الأفلام الإباحية ومشاكل الجماع وما يتعلق به.
قد يكون من المحبّذ أن يتصّل الشخص بمعالج إذا:
بيد أنه من المهم حسن اختيار المعالج، خاصّة لو كان المدمن أنثى أو من أقلية جنسية معينة، حيث قد يؤدي سوء المعاملة كالسخرية أو الاستهانة أو إصدار الأحكام المسبقة الى انغلاق الشخص وتوقفه عن البحث عن حلول فعّالة.
تعود الأفلام الإباحية إلى آلاف السنين وتتجلّى في عدّة مظاهر ووسائط مما يغري الكثيرين بمشاهدتها لأسباب مختلفة، منها التالي:
من المهم ذكر أن مشاهدة الأفلام الإباحية يمكن أن يكون لها تأثيرات إيجابية وسلبية على الأفراد والعلاقات، ويوصي الأخصائيون بالاعتدال في مشاهدتها والتعامل معها بوعي ومسؤولية. تتضمن الأشياء التي قد تزيد من احتمالية إدمان الأفلام الإباحية ما يلي:
وقد تصبح مشاهدة الأفلام الاباحية القهرية أكثر حدة إذا كان لدى الشخص:
نعم، يمكن علاج الإدمان على الأفلام الإباحية والتغلب عليه بالالتزام وبذل جهود منتظمة. ومع ذلك، فقد يتطلب الإقلاع النهائي من الشخص مزيجًا من العلاج السلوكي، والدعم العاطفي من الأصدقاء والشريك والأحباء، وتطبيق تقنيات المساعدة الذاتية، وفي الحالات المستعصية، تناول بعض الأدوية. قد يتضمن طريق التعافي انتكاسة أو اثنتين، ولكن مع المثابرة والدعم، من الممكن التغلب على إدمان الأفلام الإباحية في نهاية المطاف.
قد تتضمن بعض استراتيجيات العلاج ما يلي:
ولغرض التوعية، إليك بعض الأمور التي قد يحاول البعض ممن لا يحسنون التعامل مع مدمني الأفلام الإباحية إحراجهم بها:
لهذا من الأفضل تخيّر الأشخاص، بمن فيهم المعالجون، قبل إطلاعهم على المشكلة وإلا فقد يساهمون في تفاقمها ومضاعفة الضرر النفسي الناتج عنها، ولو عن غير قصد، بما أن الموضوع يحتمل الجدل وتكثر فيه الآراء و التشخيصات .
ليس لإدمان مشاهدة الافلام الإباحية، وكذلك لإدمان الجنس، تشخيص رسمي معترف به. هذا يعني أنه لا توجد معايير محددّة لإدمان الأفلام الإباحية يمكن للمتخصّصين في الصحة النفسية الاستعانة بها في تشخيصه. ويمكن النظر إلى مشاهدة الافلام الإباحية المفرطة أو "مرض" إدمان مشاهدة الافلام الإباحية الموصوف ذاتيًا على أنه أحد أعراض اضطرابات نفسية أعمق لدى الشخص و/ أو مشاكل قد يواجهها في علاقاته مع الآخرين.
كثير ممن يصفون أنفسهم بالمدمنين يكون توصيفهم قائما على الإحساس بالعار. على عكس الإدمان الذي تم تشخيصه على الكحول أو المخدرات أو ما شابه، فإن الإدمان على مشاهدة الافلام الإباحية الذي يشخّصه المرء بنفسه، ليس، في كثير من الأحيان، إلا جزءًا من صراع داخلي مع القيم المكتسبة بشكل واع أو لاواع من عائلة الشخص وثقافته أو مجتمعه فيما يتعلق بـ:
وعليه فيمكن اعتبار إدمان مشاهدة الافلام الإباحية كسلوك قهري نابع عن تربية جنسية متدهورة ومشاكل نفسية كامنة أو صريحة ويمكن التحكّم فيه والحد منه، على عكس أنواع الإدمان الأخرى التي تتدخّل فيها عوامل جسدية قاهرة تجعل من عملية الإقلاع أشد وأصعب. كما أنه لم يتم الاعتراف به للتوّ على أنه إدمان رسمي كإدمان القمار مثلا، رغم إثبات العلم الحديث لكون مشاهدة الأفلام الإباحية تؤثر سلبا على الدماغ وتدفع بصاحبها إلى مشاهدة المزيد أو الاطّلاع على مواضيع شهوانية بالغة مع الوقت لتحقيق الإشباع المعتاد.
رغم ذلك، توجد عيادات مختصّة بعلاج إدمان مشاهدة الافلام الإباحية، ومختصّون قد تلقوا تدريبا في التربية الجنسية قادرون على تطبيق مناهج العلاج بالحديث مثل العلاج السلوكي المعرفي وعلاج القبول والالتزام، والتي ثبت أنها فعالة في التحكم في وتقليل هذه الأنواع من السلوكيات وتساعد الشخص في إيجاد طرق ليكون مرتاحًا لمشاعره السلبية حول مشاهدة الافلام الإباحية، مما يسهل عليه الاستمتاع فعليا بمعدلات مشاهدة أقل.
فيما يصرّ باحثون آخرون على كون إدمان مشاهدة الافلام الإباحية مجرّد أسطورة ناتجة عن سوء التواصل بين الأفراد والنظرة الدونية لمن ينتجها وبالتالي من يستهلكها، والتي تساهم بدورها إلى تطوير هذا الأخير عادة إخفائها والتحفّظ عليها بشكل قد يتبلور إلى عقد نفسية وعلل جسدية. وعادة ما ترتبط حالات الإدمان حسب بعض الدراسات بالأوساط الدينية المتشدّدة التي تملي على الشخص، منذ نعومة أظافره، مفاهيم قاطعة وغير قابلة للجدل، أو أحيانا للتوضيح، حول طبيعة الحياة الجنسية، الزواج، الممنوعات الشهوانية، ومشاهدة الأفلام الإباحية. بالتالي فهي مشكلة تتعلّق بالصراع بين الأخلاق والرغبات بشكل أساسي.
يمكن أن يسبب الإفراط في مشاهدة الافلام الإباحية مشاكل نفسية وجسدية لا يستهان بها، سواء كان ذلك يسبب الإدمان بالمعنى الطبّي التقليدي والمتعارف عليه أم لا. وعلى الرغم من وجود خلاف حول أسباب وعوامل إدمان مشاهدة الافلام الإباحية، فإن العلاج عادة ما ينطوي على معالجة مشكلة أساسية قد تتعلق بالصحة النفسية أو بنمط الحياة اليومي، حيث بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تساعد بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة على تجاوز هذه المشكلة.
يمكن أن يساعد تلقي الرعاية من معالج جنسي، قادر على تحديد المشكلات الأساسية وتقديم استراتيجيات علاجية قائمة على الأدلة، الشخص على تحسين علاقاته واستعادة الشعور بالسيطرة على مشاهدته للأفلام الإباحية. كما يمكن للطبيب سبر المشاكل الصحّية المتسبّبة في أو الناتجة عن إدمان مشاهدة الافلام الإباحية. في كلّ الحالات، من الضروري إطلاع شخص آخر يكون على قدر من العلم والتفهّم، للتخفيف من حدّة الصراع النفسي، وقد يكون، إلى جانب الطبيب أو المعالج، صديقا مقربا، أحد أفراد العائلة، الزوج أو الشريك، أو حتى مجموعة دعم على أرض الواقع أو الانترنت.
نهاية من المهم جدا الابتعاد عن أية مستفزّات ومحفّزات لمشاهدة الأفلام الإباحية، وتذكّر أنها ما هي إلا صناعة كغيرها من أوجه الرأسمالية، يتم إنتاجها بغرض الترفيه لا التعليم، ولا صلة فعليّة لها بأرض الواقع أو ما تنطوي عليه العلاقة الجنسية الصحية بين طرفين اثنين راضيين تجمع بينهما علاقة عاطفية والتزام قانوني ومجتمعي، الأمر الذي عادة ما تتعمّد الأفلام الإباحية إغفاله وتشويهه. بمجرّد إدراك هذه الفوارق، سيسهل التحكّم في أسباب ودوافع مشاهدة هذه الأفلام، وبالتالي التخلص من الإدمان عليها بشكل جذري.
حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من تطمين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.
0