الاستشارات النفسية
Jan 8 2024
يوجد اعتقاد راسخ لدى الغالبية بأن "المريض النفسي" هو شخص يقوم بتصرفات ويتفوه بكلام لا يمت للمنطق أو الواقع بصلة لذلك تكون أفعاله بالنسبة لنا غريبة. لكن في حقيقة الأمر، هذا كله مجرد تصورات نسقطها نحن على المرضى النفسيين ما يجعلنا نراهم بهذه الطريقة رغم أنهم لا يختلفون عمن يعاني من أمراض جسدية بشيء، من حيث كيف يتصرفون وكيف يتحدثون.
لذلك لا يجدر بنا أن نعاملهم كعامل خطر أو أن نشعرهم بأن لدينا تخوف من التعامل معهم، حتى في داخلنا لا يجب أن نشعر بالخطر أو أننا معرضون له لمجرد أننا نتحدث مع شخص يعاني من مرض نفسي. وعليه وحتى لا نسمح لتصوراتنا أن تحكم على غيرنا بالانعزال لمجرد أنه يعاني من مرض نفسي، نستعرض في هذا المقال معايير ومراحل التشخيص في علم النفس ما يساعدنا كمجتمع على احتواء المرضى النفسيين ويمكنا من فهم كيفية التعامل معهم.
حتى نتمكن من التعامل مع المرضى النفسيين هذا يتطلب بالضرورة أن نعرف من هم وأن يكون لدينا القدرة على تحديدهم بشكل مجتمعي وذلك يتم بالخطوات التالية:
بعد أن بات لدينا القدرة على تحديد من هم الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي، يجب أن تتوافر لدينا القدرة على معاينتهم دون خوف منهم بالأخص إن كان من سيقوم بالمعاينة شخص غير متخصص ولكن لديه من المعلومات والمهارات الأساسية ما يكفي لتحقيق ذلك.
على اعتبار أن الفحص النفسي لا يتطلب التخصص فيه بقدر ما يتطلب من عاطفة تمكن من سيقوم بعملية التشخيص النفسي من فهم واحتواء المريض، وقدرة كبيرة على الإصغاء.
وهذا يدفعنا لطرح التساؤل الاتي:
هناك الكثير من المشاعر التي تجتاح الأخصائي النفسي أثناء عملية التشخيص النفسي، ويكمن دور الأخصائي النفسي في كيفية التعامل مع هذه المشاعر. فعليه أن:
صحيح أنه سيكون من الصعب على الأخصائي النفسي أثناء مرحلة التشخيص النفسي الالتزام بهذه الخطوات، ولكن عليه أن يدرك أنه سيكون من الصعب عليه تقديم أي رعاية أو مساعدة نفسية إن سمح لهذه التصرفات والمشاعر أن تسيطر عليه.
وهذا كله لن يؤثر على الأخصائي بقدر تأثيره على المريض النفسي الذي سيشعر بعدم الارتياح والأمان، ولن يعبر عما تجتاحه من مشاعر إن لم يلتزم الأخصائي النفسي بالخطوات السابقة. على كل أخصائي أثناء مرحلة التشخيص النفسي أن يتذكر أهمية احترام المريض النفسي وإظهار التعاطف معه وإعطاءهم الوقت الكافي للتعبير.
نعرض لكم ذلك من خلال السؤال التالي:
هناك بعض المؤشرات التي يمكن للطبيب أن يستدل من خلالها أثناء مقابلة المريض أو المقربون منه بأنه يعاني من اضطراب نفسي مثلا:
مثلا إذا كان الشخص يشكو من واحدة على الأقل من الأعراض الآتية لفترة لا تقل عن أسبوعين هذا يعني أنه غالبا ما يعاني من القلق أو الاكتئاب.
من المهم ألا نسعى للحصول على هذه المعطيات بإتباع أسلوب التحقيق والاستجواب أو الإلحاح لأن ذلك من شأنه أن يحمل المريض فوق طاقته. كما لا يجوز أن نتسرع في نصحه ما يمثله ذلك من ضغط على المريض.
أهم ما يجب إدراكه في مرحلة التشخيص النفسي هو أهمية الوقت الذي نخصصه لمعرفة سبب لجوء المريض لتلقيه الاستشارة أو العلاج النفسي، لأن من شأن ذلك أن يوفر الكثير من الجهود فيما بعد خلال مرحلة العلاج.
بالإضافة لذلك يجب علينا أن ندرك بأن هناك الكثير من العيادات النفسية خلال مرحلة التشخيص النفسي ينظرون للمريض بمعزل عن البيئة التي نشأ بها وما ترتبه من ضغوطات، إذ يكتفون بسماع أقوال المريض ليباشروا فيما بعد بإعطاء الأدوية وما يتبعه من وصف للمسكنات والحبوب المنومة، وهذا ما يعني العمل على علاج أعراض الاضطراب دون علاج المشكلة التي سببته ما يدفع المريض للغرق في دوامة العلاج الغير مجدي مما يعني احتياجهم لوقت أطول للعلاج.
لذلك نؤكد مرة أخرى على ما ذكرناه انفا بأن اتخاذك كمعالج نفسي وقت طويل خلال مرحلة التشخيص النفسي لسبب الاضطراب مما يعني الوصول للمشكلة الفعلية، هذا سيحقق نتائج حقيقية في خطة العلاج على المدى البعيد بدلا من أن يبقى المريض عالقا في خطة علاجية لا تناسبه.
وحتى يحقق التشخيص النفسي أفضل النتائج عليك كمعالج أن تعرف طبيعة الأسئلة التي عليك طرحها لتتمكن من التعرف على نوع الاضطراب النفسي الذي يعاني منه المريض، عليك أن تعرف بأن اختيارها وتحضيرها لن يستغرق الكثير من الوقت ولكنه سيوفر عليك وعلى المريض الكثير الكثير من الوقت خلال العلاج.
حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من تطمين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية والأسرية.
0