العلاقات
9 يناير 2024
تعد المعاملة الصّامتة شكل من أشكال التلاعب العاطفي وحتّى العنف النفسي، وتكون بالسّكوت اللّفظي المتعمّد والموجّه تجاه شخص آخر، وتتراوح من مجّرد العبوس في وجه الآخر، إلى الحقد ومحاولة السّيطرة عليه أو استغلاله.
كما تستخدم عادة كوسيلة للتحكّم في الشخص الآخر، وهي صورة من صور السلبيّة العدوانية، فقد يشعر الفرد بأنّه شخص سيّء، غير أنه لا يستطيع التّعبير عن نفسه. وبالرغم من كونه صامتا من ناحية الكلام إلا أنه ليس صامتا من داخله، وهذا بدوره يجعله يرسل رسائل غير لفظية تجذب انتباه الطرف الأخر والتسبّب له في الألم، كما أن المعاملة الصّامته تُضفي على "العابس" أو "الصّامت" الإحساس بالغلبة، نتيجة قلق الطّرف الثّاني وعدم تأكده من وقت انتهاء مدة هذا الصمت.
في العلاقات، قد تظهر المعاملة الصّامتة عندما يتراجع شريك الحياة في منتصف النّقاش، ويرفض المشاركة بأي طريقة لمواصلة النّقاش. حتّى أنّه يستمر الصّمت لعدّة أيّام أو أسابيع. وهناك العديد من الإشارات التي تدل على تواجد المعاملة الصامتة منها:
من المهم الانتباه أن هنالك بعض العلامات، التي تشير إلى أن المعاملة الصامتة قد تصلك إلى منطقة العنف العاطفي، وذلك عند حدوث هذه المعاملة بشكل متكرر وتستمر لفترات أطول، أن يتم ممارستها بهدف عقاب الطرف الآخر، لا تنتهي إلا باعتذار أو توسل الطرف الاخر أو بخضوعه واستسلامه لمطالب ورغبات من يقوم بهذه المعاملة، أو انتهائها عندما يقدم الطرف الاخر على تغيير سلوكه ليتجنب تلقي المعاملة الصامتة.
اقرا ايضا كيف ندير النقاشات الزوجية بطريقة صحية وذكية
تعتبر المعاملة الصّامتة واحدة من أساليب التلاعب العاطفي الّتي متى رُسخت في العلاقة وأصبحت هي المهمة السّائدة لها، سيكون مصير هذه العلاقة في نهاية المطاف هو الفشل. وحتى يتمكن الشريكين من إصلاح علاقتهم التي تضررت من الاستخدام المتكرر للمعاملة الصامتة، يجب أن يتفقوا فيما بينهم على أن هذه المعاملة ليست أفضل طريقة تساعدهم على حل مشاكلهم الزوجية، كما يمكنهم اللجوء إلى معالج زوجي يساعدهم على تبنّي أساليب حوار صحيّة أكثر، والتي تخدم كلا الشّريكين بشكل أفضل ولا تنبذ طرفاً واحداً أو أكثر.
من شأن المعاملة الصامتة أن تقلل من احترامنا، تقديرنا، وحبنا لذواتنا، ولابد من كل شخص منا عانى بشكل متكرر من المعاملة الصامتة، أن يتلقى ويستفيد من العلاج الفردي ليتمكن من إعادة بناء احترامه وحبه لذاته، وأيا كانت حجم العواطف التي نحملها تجاه من نحب، يجب أن نخوض علاقتنا معه بوعي يمكّننا من تدارك الإشارات التي تنبهنا وقت التعارف، مثل بأن شريكنا بالحياة يعاملنا معاملة صامتة او بتلاعب بعواطفنا، واعتبار هذه الإشارات إنذار يهدد نجاح واستمرارية هذه العلاقة بالمستقبل.
اشترك مع منصة تطمين للاستشارات النفسية اونلاين احصل على إرشادات من خلال برامج للمساعدة الذاتية او قم بالتحدث مع أفضل أخصائي العلاج النفسي، بما يشمل مختصين من المجال الاجتماعي، الزوجي، الاسري وغيرهم للاشتراك من هنا مجاناً.
0