العلاقات

لماذا تختار دوما شركاء عاطفيين يعانون من اضطرابات نفسية

1 يناير 2024

تفاجئنا الحياة مرارا بأشياء غير متوقعة وكل منا يحتاج مساعدة ودعما من حين لآخر.

لكن إن كنت دوما تنجذب لشركاء يعانون من مشاكل عميقة وفي حاجة للاستشارة النفسية، فهذه ليست مجرد أحداث حياة. إنه نمط يحتاج للفحص.

 

الأسباب وراء اختيار شركاء عاطفيين يعانون من مشاكل نفسية

 

1- كنت “فتى جيدا” أو “فتاة جيدة” وأنت طفل.

 

إذا كنت دائما الفتى “الجيد”/”الشاطر”، قد يعني أنه في مرحلة ما من عمرك تعلمت أنه عليك أن تلائم ما يريده الآخرون لتحصل على الاهتمام.  

 

“تعجبني أكثر عندما تتصرف بشكل جيد.” “الأطفال الأشقياء يبقون في غرفهم حتى يصبحوا مستعدين للتصرف بطريقة مقبولة.” “ماذا يمكن للأم أن تفعل دون ملاكها الصغير”. هذه كلها نسخ من تعليم الطفل أن أجزاء منه فقط تستحق الحب والعطف.

 

 

الأطفال الذين تربوا بهذه الطريقة يكبرون ليصبحوا رشداء يخفون أجزاء كبيرة من ذواتهم، جوانب لا يتقبلونها أو لا يتوقعون من الآخرين تقبلها.

 

هذا بالطبع سيجذب أشخاصا زائفين على نحو مماثل، مخفين لمشاكلهم النفسية، قد يكونون مكتئبين (ومع ذلك منجذبين لشخص يبدو “سعيدا” و “جيدا” طوال الوقت) وفي الغالب انتقاديين جدا. بتعبير آخر، أشخاصا في حاجة إلى مساعدة نفسية.

 

2- لديك صعوبات في “التعلق العاطفي”.

 

تعتقد نظرية التعلق أن الطفل يحتاج حبا ودعما مستمرين وغير مشروطين من طرف مقدم رعاية جدير بالثقة ليصبح راشدا يمكنه بناء علاقات بطرق صحية.

إذا لم يحصل هذا النوع من التعلق، يكبر الطفل مع “نمط تعلق” (طريقة الارتباط بالآخرين) غير سليم.

قد يجعلك هذا الأمر معرضا لاتخاذ قرارات سيئة حتى في اختيار من يمكنك الاستثمار في محاولة الارتباط به في المقام الأول.

 

3- تعاني من “التعلق المرضي”

 

في مرحلة ما تعلمت أنه لديك قيمة فقط إن ساعدت الآخرين، أو أن الالتزام بالدعم اللامحدود لشخص آخر هو الطريق الأفضل للحصول على الحب.

نمط “يجب عليك أن تحبني لأنني مفيد لك بشكل كبير” يطلق عليه “الاعتمادية المشتركة” أو “التعلق المرضي”. هذا يشمل طرفا قد يكون من مدمني الكحول، مدمني (المخدرات، العمل، الجنس … أي نوع من الإدمان سيقدر “مساعدا” جيدا)، وطرفا ثانيا لديهم ثقة ضعيفة في النفس ومشاكل مع الغضب.  

 

4- لديك تقدير ذاتي ضعيف.

 

الاختيار الدائم لشركاء يعانون من صعوبات نفسية يعني أنه على مستوى معين أنت لا تؤمن باستحقاقك لعلاقة مع شخص لديه ما يكفي من الطاقة لبناء علاقة صحية. بمعنى آخر، لاواعيا لديك تقدير ذاتي منخفض.

 

5- تستخدم العلاقات العاطفية كمخدر

 

أحيانا حاجتك للدراما تجعلك تختار شركاء عاطفيين يعانون من صعوبات كبيرة.  

على مستوى سطحي، الدراما قد تجعلك تشعر بالأهمية والإثارة.

لكن على مستوى أعمق، فالغالب أنك تستخدم دراما مواعدة شخص لديه صعوبات كمخدر. هذا يساعدك على تجنب مواجهة ما لا يعجبك في الحياة وفي نفسك. هذا غالبا ما يصطلح عليه ب“مدمن حب”.

 

6- لديك مشاكلك النفسية لتعالجها.

 

كما هو متوقع، اختيار شركاء لديهم صعوبات نفسية دائما يخفي أنك نفسك تعاني من صعوبات نفسية تحتاج للعلاج. الشركاء الذين تختارهم قد يشكلون طرقا ترى بها المشاكل التي لديك.على سبيل المثال، المرأة التي لديها صعوبات في الوثوق بالآخرين تنجذب للرجل الذي لا يُعتمد عليه، الرجل الذي يعاني من تقدير ذاتي ضعيف ينجذب للمرأة الانتقادية بشكل دائم أو المسيئة عاطفيا، والمدمن ينجذب للاتكالي (المتعلق المرضي) الذي يحصل على قيمته من الاعتناء بالآخرين.

 

من الشائع أيضا أن تختار شريكا يشبه أحد الأبوين الذي لديك معه صعوبات لا زالت عالقة. الأمر يبدو وكأن جزءا منك يتوق للشفاء من الماضي وبالتالي يعيد خلق نفس المشاكل. إن كانت لديك أم متحكمة تحبطك على الدوام، قد تختار شريكا يقوم بنفس الشيء.

 

7- تعرضت لصدمة نفسية أثناء الطفولة.

 

إذا كنت قد عشت صدمة نفسية أثناء طفولتك ولم تقم بحلها، قد تجد نفسك منجذبا لشركاء متضررين على نحو مماثل.

على سبيل المثال، شخص تعرض للإساءة وهو طفل قد ينتهي به الأمر مع شريك يقوم بالإساءة له، حتى ولو بطريقة مختلفة. حتى لو لم يكن شريكك مسيئا لك جسديا، قد يكون مسيئا لك عاطفيا، أو يقوم بأشياء مسيئة كحرمانك من الحب أو استعمالك لغرض مالي.

 

هل ينطبق عليك ما ذكر؟

 

الذي يهم ليس ما أنت عليه، بل كيف تتعامل مع الوضع. قد يعني هذا البحث عن مستشار في العلاقات إذا كنت ما تزال مع شريكك وأبدى رغبة في ذلك.

لكن إن كنت ظاهريا قادرا فقط على جذب شركاء لا يريدون الخضوع للعلاج النفسي وهم يحتاجونه، فقد يكون الوقت حان للاعتراف بالطريقة الأفضل لجذب شريك عاطفي ليس لديه مشاكل عالقة وهي على الأقل أن تحل مشاكلك أنت.

المصدر: Harley Therapy

الصورة 1: Photo by Maciej Rusek on Unsplash

الصورة 2: Photo by Joseph Gonzalez on Unsplash

الصورة 3: Photo by Believe in Your utopia on Unsplash

0

مقالات ذات صلة

هل أنا شخصية سامة لمن حولي؟

تتطلب العلاقات الاجتماعية بشكل عام صدقًا وتواصلًا مفتوحًا بين الأشخاص، وبينما يسعى الجميع لإقامة علاقات اجتماعية صحية وإيجابية، يمكن أن يظهر سؤال مهم، هل أنا شخصية سامة لمن حولي؟

11 يناير 2024

ماهي أنواع التعلق العاطفي؟

أفراد كثيرة تتوجّه لي للبحث عن إجابة للأسئلة التّالية: لماذا إلى الآن لم ارتبط؟ لماذا علاقاتي تنتهي وتفشل ولا تتقدّم؟ لماذا دائما ارتبط بالشّخص الخاطئ؟ الإجابة عن هذه التساؤلات تعود بمعظمها لمقدّم الرّعاية بطفولتنا، أي نوع الترابط وجودة العلاقة مع الوالدين (الأهل)، ذلك كون علاقاتنا العاطفية اليوم متأثّرة بنوع وجودة علاقتنا مع مقدّمي الرّعاية في الطّفولة (بغالبيّة الأحيان الوالدين). هذا المقال سنشرح عن التعلق العاطفي وانواعه المختلفة كنتيجة لعلاقتنا مع مقدم الرعاية في طفولتنا.

10 يناير 2024

الحب والقلوب المهشمة - كيف نمضي قدما بعد انتهاء الحب والانفصال؟

لو قُدِّر لصندوق الرسائل الخاص بي أن يصبح ناطقا، لباح بكثير من شجون,الحب التي تطلق عبره، والأكثر منها آهات الألم التي تعلو بعد توقف ذلك الحب، فذاك لا يستطيع نسيان حبيبته وتلك لا تستطيع مغادرة محطة ما بعد الطلاق، وقصص كثيرة تعج بالزفرات والأوجاع. إن الانفصال في العلاقات كأس يشربه الكثيرون، وأحيانا يكون ألمه أشد من الألم المرافق للوفاة لأنه يتركنا مع شعور بالرفض والخذلان. بالإضافة إلى تدفق الأفكار والذكريات التي تجعلنا أسرى لظل تلك العلاقة.

10 يناير 2024

العلاقات السامة - علامات العلاقة السامة كيف تحددها وتتخلص منها؟

مصطلح العلاقات السامة لا يمكن تصنيفه بالحديث ذلك لوجوده منذ سنوات عديدة، لكنه بات دارجا في عصرنا هذا نظرا لازدياد الوعي في الفترة الحالية حوله مما جعل الحديث يكثر عنه. نطلق على العلاقة الغير صحية بالعلاقة السامة لوجود أنماط غير صحية تؤثر على العلاقة. مثال ذلك: عندما يكون لدى الشريك مشكلة في التعبير عن ذاته أو في التعبير عن مشاعره، عندما يقضي معظم وقته في العمل أو مع أطفاله وينسى شريكه في العلاقة الزوجية. هذه أنماط تعبر عن شريك يمثل علاقة سامة (علاقة توكسيك).,

9 يناير 2024

أهمية الحدود في العلاقات العاطفية والاجتماعية

نعني بالحدود تلك الضوابط والقواعد التي يضعها كلا منا في علاقته مع الآخر في محاولة لإفهامه الطريقة التي يجدر به أن يعاملنا بها. يكون لدينا القدرة على تشكيل ووضع الحدود في العلاقات العاطفية والاجتماعية مع تجربة الاختلاط بالآخر ويأتي ذلك مع الممارسة الحياتية لعلاقاتنا، من المهم أن يدرك كل منا حدوده مع الآخر وأن يدرك الآخر حدوده معك؛ لأن عدم قدرتك على فرض حدودك في علاقاتك الاجتماعية والعاطفية بالضرورة سيعرضك لردود فعل لا تحمد عقباها.

9 يناير 2024

أمور أساسية لخلق علاقة عاطفية صحية

العلاقة العاطفية تمر بمراحل نجدها في بعض الأوقات سعيدة وفي أوقات أخرى مملة، حتى يكون لدينا علاقة عاطفية صحية يجب أن ندرك بأن ذلك طبيعي ونبتعد عن فانتازيا الأفلام التي تظهر الجانب البراق من العلاقة العاطفية.

9 يناير 2024

جميع الحقوق محفوظة. تطمين© 2024

جميع المعلومات الطبّية الواردة في موقع تطمين تهدف لزيادة التوعية الصحّية، ولا تغني عن استشارة الطبيب المختصّ

App StoreGoogle Play

منصة معتمدة من وزارة الصحة السعودية

تطمين
تطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمين
تطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمين