العلاقات
1 يناير 2024
تفاجئنا الحياة مرارا بأشياء غير متوقعة وكل منا يحتاج مساعدة ودعما من حين لآخر.
لكن إن كنت دوما تنجذب لشركاء يعانون من مشاكل عميقة وفي حاجة للاستشارة النفسية، فهذه ليست مجرد أحداث حياة. إنه نمط يحتاج للفحص.
إذا كنت دائما الفتى “الجيد”/”الشاطر”، قد يعني أنه في مرحلة ما من عمرك تعلمت أنه عليك أن تلائم ما يريده الآخرون لتحصل على الاهتمام.
“تعجبني أكثر عندما تتصرف بشكل جيد.” “الأطفال الأشقياء يبقون في غرفهم حتى يصبحوا مستعدين للتصرف بطريقة مقبولة.” “ماذا يمكن للأم أن تفعل دون ملاكها الصغير”. هذه كلها نسخ من تعليم الطفل أن أجزاء منه فقط تستحق الحب والعطف.
الأطفال الذين تربوا بهذه الطريقة يكبرون ليصبحوا رشداء يخفون أجزاء كبيرة من ذواتهم، جوانب لا يتقبلونها أو لا يتوقعون من الآخرين تقبلها.
هذا بالطبع سيجذب أشخاصا زائفين على نحو مماثل، مخفين لمشاكلهم النفسية، قد يكونون مكتئبين (ومع ذلك منجذبين لشخص يبدو “سعيدا” و “جيدا” طوال الوقت) وفي الغالب انتقاديين جدا. بتعبير آخر، أشخاصا في حاجة إلى مساعدة نفسية.
تعتقد نظرية التعلق أن الطفل يحتاج حبا ودعما مستمرين وغير مشروطين من طرف مقدم رعاية جدير بالثقة ليصبح راشدا يمكنه بناء علاقات بطرق صحية.
إذا لم يحصل هذا النوع من التعلق، يكبر الطفل مع “نمط تعلق” (طريقة الارتباط بالآخرين) غير سليم.
قد يجعلك هذا الأمر معرضا لاتخاذ قرارات سيئة حتى في اختيار من يمكنك الاستثمار في محاولة الارتباط به في المقام الأول.
في مرحلة ما تعلمت أنه لديك قيمة فقط إن ساعدت الآخرين، أو أن الالتزام بالدعم اللامحدود لشخص آخر هو الطريق الأفضل للحصول على الحب.
نمط “يجب عليك أن تحبني لأنني مفيد لك بشكل كبير” يطلق عليه “الاعتمادية المشتركة” أو “التعلق المرضي”. هذا يشمل طرفا قد يكون من مدمني الكحول، مدمني (المخدرات، العمل، الجنس … أي نوع من الإدمان سيقدر “مساعدا” جيدا)، وطرفا ثانيا لديهم ثقة ضعيفة في النفس ومشاكل مع الغضب.
الاختيار الدائم لشركاء يعانون من صعوبات نفسية يعني أنه على مستوى معين أنت لا تؤمن باستحقاقك لعلاقة مع شخص لديه ما يكفي من الطاقة لبناء علاقة صحية. بمعنى آخر، لاواعيا لديك تقدير ذاتي منخفض.
أحيانا حاجتك للدراما تجعلك تختار شركاء عاطفيين يعانون من صعوبات كبيرة.
على مستوى سطحي، الدراما قد تجعلك تشعر بالأهمية والإثارة.
لكن على مستوى أعمق، فالغالب أنك تستخدم دراما مواعدة شخص لديه صعوبات كمخدر. هذا يساعدك على تجنب مواجهة ما لا يعجبك في الحياة وفي نفسك. هذا غالبا ما يصطلح عليه ب“مدمن حب”.
كما هو متوقع، اختيار شركاء لديهم صعوبات نفسية دائما يخفي أنك نفسك تعاني من صعوبات نفسية تحتاج للعلاج. الشركاء الذين تختارهم قد يشكلون طرقا ترى بها المشاكل التي لديك.على سبيل المثال، المرأة التي لديها صعوبات في الوثوق بالآخرين تنجذب للرجل الذي لا يُعتمد عليه، الرجل الذي يعاني من تقدير ذاتي ضعيف ينجذب للمرأة الانتقادية بشكل دائم أو المسيئة عاطفيا، والمدمن ينجذب للاتكالي (المتعلق المرضي) الذي يحصل على قيمته من الاعتناء بالآخرين.
من الشائع أيضا أن تختار شريكا يشبه أحد الأبوين الذي لديك معه صعوبات لا زالت عالقة. الأمر يبدو وكأن جزءا منك يتوق للشفاء من الماضي وبالتالي يعيد خلق نفس المشاكل. إن كانت لديك أم متحكمة تحبطك على الدوام، قد تختار شريكا يقوم بنفس الشيء.
إذا كنت قد عشت صدمة نفسية أثناء طفولتك ولم تقم بحلها، قد تجد نفسك منجذبا لشركاء متضررين على نحو مماثل.
على سبيل المثال، شخص تعرض للإساءة وهو طفل قد ينتهي به الأمر مع شريك يقوم بالإساءة له، حتى ولو بطريقة مختلفة. حتى لو لم يكن شريكك مسيئا لك جسديا، قد يكون مسيئا لك عاطفيا، أو يقوم بأشياء مسيئة كحرمانك من الحب أو استعمالك لغرض مالي.
الذي يهم ليس ما أنت عليه، بل كيف تتعامل مع الوضع. قد يعني هذا البحث عن مستشار في العلاقات إذا كنت ما تزال مع شريكك وأبدى رغبة في ذلك.
لكن إن كنت ظاهريا قادرا فقط على جذب شركاء لا يريدون الخضوع للعلاج النفسي وهم يحتاجونه، فقد يكون الوقت حان للاعتراف بالطريقة الأفضل لجذب شريك عاطفي ليس لديه مشاكل عالقة وهي على الأقل أن تحل مشاكلك أنت.
المصدر: Harley Therapy
الصورة 1: Photo by Maciej Rusek on Unsplash
الصورة 2: Photo by Joseph Gonzalez on Unsplash
الصورة 3: Photo by Believe in Your utopia on Unsplash
0