زوجتي شعرت بالغضب بسبب تصرفي. “كل ما تفعله بعد عودتك من العمل وتناول وجبة العشاء هو الجلوس على الأريكة. لم لا نتحدث مع بعضنا، أو نتمشى قليلا، أو نقوم بالأمرين معا؟”

الأزواج يشتكون دائما ويتذمرون من بعضهم. لسوء الحظ، بدل التعبير عن شكواهم، يلجأون لانتقاد بعضهم البعض. الانتقاد الخاطئ وغير الدقيق يقود لعدم الاحترام، الدفاع، والتجاهل. ‘د. جون غوتمان‘ يطلق عليها “الفرسان الأربعة لسفر الرؤيا” (أربعة فرسان مذكورون في رؤيا يوحنا يجلبون الدمار للعالم) وعندما يصبح الزوجان فريسة للفرسان الأربعة، يمكن أن يقود الأمر للطلاق.

انتقاد زوجتي لي يدفعني للدفاع عن نفسي. نحن نقترب من إتمام السنة الثالثة من زواجنا، ولم نتعلم بعد كيف ُننفس عن شكاوانا عن بعضنا البعض.

“أنا متعب،” أجيب. فكم مستشار لحالات الإدمان، أقضي يومي مستمعا للمرضى. “لم لا تتركيني أسترخي؟”

زوجتي استمرت في الضغط علي حتى ثارت أعصابي. “اتركيني وحدي!”

قبل أن ندرك ذلك، كان الفرسان الأربعة قد غادروا مخبأهم وبدأوا يعيثون فسادا في زواجنا. زوجتي وأنا اتفقنا على اللجوء إلى الاستشارات الزوجية لدى طبيب نفساني. الطبيب علّمنا كيف نعبر بشكل أفضل عن شكوانا ونستمع لها بطريقة تمكننا من الإصغاء لبعضنا دون أن نصبح دفاعيين.

معادلة الشكوى

د. جون غوتمان‘ صقل مهارة الشكوى الفعالة على شكل معادلة بسيطة من ثلاث مراحل. كنت أتمنى أن نكتشف ونتقن هذه المعادلة قبل لجوئنا إلى الاستشارة. مع قليل من’ الممارسة والإصرار، الأخذ بهذه المعادلة سيساعد الأزواج على مناقشة مشاكلهم دون إيذاء بعضهم البعض.

1- عبر عما تشعر به

الشكوى الفعالة تبتدئ بطريقة لطيفة، ويستحسن أن تبدأ بوصف حالة شعورك. الشعور يمكن أن يكون انفعالا كالغضب أو الخوف، أو حالة جسدية كالتعب أو الألم.

البداية اللطيفة هي نقيض البداية القاسية التي تصاحب عادة الانتقاد، وغالبا ما تبتدئ بجملة “أنت دائما” أو “أنت أبدا.”

2- تحدث عن موقف محدد

بعد تحديد حالة شعورك، صف الموقف أو التصرف الذي سبب لك ذاك الشعور. العديد من شكاوى الأزواج حول بعضهم البعض لا يمكن التخلص منها. إذا كان هذا خبرا سيئا، فالخبر الجيد أن هذه الشكاوى لا يجب أن تقود العلاقة لنهاية مؤلمة. مادام الأزواج يتجنبون تحويل شكاواهم إلى انتقادات، ستصبح الشكاوى أقل إزعاجا مقارنة مع القوة المدمرة للانتقاد.

3- عبر عن احتياجك بصيغة إيجابية

أخيرا، اسأل زوجك أخذ خطوة إيجابية لتسوية الشكوى.

استخدام هذه المعادلة لا يضمن أن الشكاوى ستحل. إنها تمنح الأزواج آلية يمكن أن يستخدموها للتعبير عن شكاواهم، دون أن يخاطروا بأن يتم تهميش طلباتهم من قبل الزوج الذي يشعر بالحاجة للدفاع ضد الانتقاد.

تطبيق المعادلة

لنطبق هذه المعادلة على المشكل الذي طرحته زوجتي، وجوابي عليه، ولنرَ كيف للنقاش أن ينتهي بطريقة مختلفة.

زوجتي: أشعر بالحزن (تحديد كيف أشعر) لأنه لا وقت لدينا للتحدث لبعضنا بعد العشاء (حول موقف محدد). هل يمكن أن نتمشى ونتحدث لنصف ساعة (التعبير عن طلبها بصيغة إيجابية)؟

أنا: أشعر بالتعب (كيف أشعر) بعد استماعي للمرضى في عملي طيلة اليوم (حول موقف محدد). رجاء اتركيني أرتاح لفترة (التعبير عن احتياج بصيغة إيجابية).

زوجتي: أنا خائفة (كيف أشعر) من أن تغفو ولا تستيقظ حتى يتأخر الوقت على الخروج (حول موقف محدد). أريدك أن ترتاح. أفضل أن ترتاح لساعة، ثم تتمشى معي. أود أن أوقظك إذا غفوت (التعبير عن احتياج بصيغة إيجابية).

أنا: هذا جيد. لنفعل ذلك.

في حين أن الحل ليس مضمونا، الشكوى الفعالة تمكن الأزواج من الدخول في خلاف والتوصل إلى الحلول التي يجعلها الانتقاد بعيدة المنال. عندما تصبح الحلول بعيدة المنال، لا يجب أن يؤدي هذا إلى انتهاء العلاقة أو تجفيفها من السعادة.

المكون السري

العديد من الأزواج كونوا علاقات قوية بالرغم من الخلافات الطويلة والغير مسواة. العديد من هؤلاء الأزواج تعلموا أن يتساهلوا مع هذه الخلافات عبر الشكوى عوض الانتقاد. لكنهم يملكون عنصرا سريا قويا أيضا: إنهم يستعملون “المصالحات” لتخفيف الضغط المتراكم نتيجة مناقشة هذه المسائل. الشيء الذي يمنع هذه المشاكل من إغراق علاقتهم.

أحد الخلافات المستمرة في زواجي كان ميول زوجتي للتخلص من الأشياء التي لم نستعملها لفترة. أنا شخص مدخر. ففي النهاية، لا تعرف متى تحتاج شيئا ما.

مرة كل سنة، على الأقل، تقرر زوجتي التخلص من الملابس التي لم نعد نستعملها. أما أنا فلن أقوم بذلك. تأخذ الملابس من جانب الخزانة الخاص بي والتي تظن أنني ما عدت أحتاجها وتضعها على جانبي من السرير، قائلة “ابحث في هذه الملابس وقرر أيها لم تعد تحتاجه،”. “سوف نتخلص من الأشياء التي لم تعد تستعملها.”

كنت أغضب في هذا الموقف. أما الآن، فأضحك. بالنسبة لي، تصرفها أصبح متوقعا. بالنسبة لها، تصرفي أصبح متوقعا كذلك. تضحك علي حيث أفرز كومة الملابس، لأخرج قميصا واحدا للتخلص منه وأعيد باقي الملابس للخزانة.

الأزواج الذين يشعرون بالرضى عن علاقتهم لا تنقصهم الأشياء التي يشتكون حولها. لقد اكتشفوا كيف يشتكون دون أن ينتقدوا، أن ينظروا إلى مشاكلهم نظرة أكثر شمولية، ويستعملوا روح الدعابة لكسر الضغط الذي قد يؤدي لأزمة. إذا لم ينطبق هذا الوصف على علاقتك، جرب استخدام معادلة د. غوتمان للشكوى، أضف جرعة من روح الدعابة، وانظر إلى أين تقودك.

نشر المقال في نسخته الأصلية بمدونة غوتمان للعلاقات

الصورة Pixabay