العائلة والأطفال
6 يناير 2024
حياة الأطفال هي رحلة شيقة جدا، لكن مليئة بالمتاعب والمطبات، وهذا ما يجعلهم يتعلموا ويتطوروا في هذه الرحلة، وأيضاُ لكي يكونوا مرتاحين، يجب أن يكون معهم أدوات تساعدهم بالأخص وقت المتاعب، هذه الأدوات يستطيع الأهل أن يزودوها لأطفالهم، طبعاً كلما أسرعنا في إعطائهم الأدوات في وقت مبكر، كلما كان ذلك أفضل، من الممكن أيضا أن نزودهم بهذه الأدوات في وقت متأخر، فهي تلائم كل الأجيال حتى وإن وصل الطفل لعمر كبير.
سنطرح لكم في هذا المقال سلسلة من مراحل تربية الأطفال لنطلعكم من خلالها على الأدوات التي يجب أن نسلح بها أطفالنا من خلال التربية، ليكون لديهم القدرة على مواجهة صعوبات الحياة.
يوجد أساسيات للتربية يجب أن يكون الأهل على دراية وعلم بها ليتمكنوا من تنشئة طفل بعقلية ونفسية صحية. منها:
يعد مفهوم الخصوصية من المفاهيم الأساسية في تربية الاطفال يشمل مفهوم الخصوصية إفهام الطفل خصوصيته في أمور حياته الشخصية وفي جسده بمعنى لا يجوز أن يكون لدى جميع الناس معرفة وعلم بأمورنا الشخصية المتعلقة بأنفسنا أو بعائلتنا كما يرتبط مفهوم الخصوصية بخصوصية الطفل بجسده إذ يجب إفهام الطفل أن لأجسادنا خصوصية يمنع على أي أحد أن يمسها. وكما نمتلك الخصوصية فالآخر أيضا له خصوصيته ويجب ان نحترمها ولا نتجاوزها.
يجب إفهام الطفل أن الاحترام لا يقتصر على احترام الآخرين بل هو مرتبط بشكل أساسي باحترام أنفسنا، بمعنى أن نربي طفلنا على أن احترام الآخر هو مرتبط باحترامنا لأنفسنا فكيف تحب أن يتم معاملتك عامل الآخرين بنفس الطريقة. يأتي تربية الطفل على احترام نفسه واحترام من حوله من خلال استغلال الأهل لمواقف يقلل فيها الطفل من احترام أي أحد ليتعلم من خلاله كيف يجب أن يتعامل ويخاطب من حوله بأدم واحترام.
إفهام الطفل أن الإنسان الشجاع هو من يعترف بالخطأ ويمتلكه، يعتذر عنه ويتحمل مسؤوليته. فقط الجبان من يهرب من مواجهة الخطأ ولا يعترف به، فالاعتراف بالخطأ يعبر عن أننا أشخاص قادرين على تحمل المسؤولية وأقوياء.
من الأدوات التي سنتطرق لها في مراحل تربية الأطفال تربية إيجابية هي:
والإيمان بأنهم أتوا إلى هذه الدنيا مزودين بكل الأدوات والآليات، وأن الأهل وظيفتهم فقط أن يساعدوهم، يكتشفوهم، ويعطوهم المجال في أن يستعملوا هذه الأدوات، وأهم شيء أن لا يشفقوا عليهم في مسيرة النمو والتطور، ونعلم أن ما يمر به أطفالنا صعب ولكنه ليس الأهم، مقارنتا مع أهمية إيماننا بأن لديهم القدرة على تخطيه.
الأداة الثانية التي تعد من أهم الأدوات وأصعبها على الأهل تقبل أطفالهم، وهذا الشيء يبدأ من الأهل إذ يجب ألا يكون تقيمهم لنجاح أبنائهم قائم على ذواتهم فقط، ما يجعلهم يتخلون عن الأنا أو الإيغو بكل ما يخص أطفالهم. كل طفل يأتي إلى الدنيا مع صعوبات، وتكمن وظيفة الأهل هنا، أن يساعدوه على التقدم بنفس الوتيرة التي يقدر عليها، وليس بالوتيرة التي يتوقعونها منه.
في بداية مسار الوالدية كل أب وأم يتوقعون أن يكون طفلهم مثالي، لكن مع الوقت يكتشفون أن طفلهم يعاني من العديد من الصعوبات، بالطبع هذا الشيء الطبيعي، لأن كل طفل يولد في هذه الحياة وهو يعاني من صعوبات معينة، ووظيفة الأهل تكمن في تحرير أنفسهم من فكرة الطفل المثالي الذي تخيلوه، ورؤية طفلهم على حقيقته، تقبله كما هو، وحبه كما هو. على أن يكون ذلك بمعزل عما يملكه من قدرات، نتائج تعليمية، مهارات اجتماعية، جمال، أو أية صعوبات أخرى. فإذا شعر الطفل أن أهله يقبلونه، ويحبونه كما هو، سيكون طفل سعيد بمعظم الأوقات.
ذكرت انفنا أنني اشبه حياة الأطفال بالرحلة، وقيام الأهل بدور التربية هو جزء من هذه الرحلة. بالنسبة لي عملية التربية هي مسار كامل يمر فيه الأهل بمراحل، طرحت لكم في هذا المقال إحدى هذه المراحل وهي مرحلة تقبل طفلنا وحبه بشكل غير مشروط، وتناولت أداتين من الممكن أن يساعدوا الأهل على تحقيق هذه المرحلة.
سوف نكتفي في هذا المقال بالحديث عن هاتين الأداتين، ومن المهم أن يدرك الأهل أهمية تزويد أطفالهم بها. على أن يكون للحديث بقية وأتطرق بالحديث عن باقي الأدوات في المقالات القادمة.
0