الاستشارات النفسية
8 يناير 2024
يعيش الإنسان في عالم تحكمه السرعة والتعقيد وهذا ما يحتم عليه أن يعمل باستمرار وبإنتاجية ومهارة عالية، للحد الذي لا يمكن فيه التفريق ما بينه وبين الآلة. لذا عليه أن يكون فاعل ومنتج مهنيا، اجتماعيا، عاطفيا، وعلى كافة الأصعدة. بمعزل عن التفكير باحتياجاته إذ لا يوجد متسع من الوقت لذلك. وعليه لا يهم ما حجم الضغط النفسي الذي سيولده ذلك، ولا يهم أن يكون لديك هامش تسأل نفسك فيه إن كان ما تتعرض له هو ضغط نفسي، أو أن تكون مدرك لذلك. تطرح لك تطمين هذا المقال في سبيل خلق مساحة تمكنك من التعرف على مفهوم الضغط النفسي؟ كيف تعرف أنك تعاني من الضغط النفسي؟ كيف تتخلص من الضغط النفسي؟ وكيف أنك إنسان لديك احتياجات يجب أن تعبر عنها وتتفاعل معها، وليس مجرد آلة تنتج وتعمل.
يعد الضغط النفسي من الاضطرابات النفسية الشائعة، وهو ينتج كاستجابة لشعور الإنسان بأنه مستنزف غير قادر على الإنتاج والتفاعل. يحدث الضغط النفسي نتيحة إما أحداث خارجة عن إرادة الفرد، متطلبات استثنائية، مشاكل، أو صعوبات تجعله في وضع غير اعتيادي، فتسبب له توترا أو تشكل عليه تهديداً يفشل في السيطرة عليه. أو نتيجة أمور داخلية كالإصابة باضطرابات نفسية تخلق شعورا لدى المصاب بها بالإجهاد والضغط النفسي مثل: القلق، الاكتئاب، الهستيريا، اضطراب ما بعد الصدمة. علما بأن هذه الاضطرابات إما أن تكون سببا لحدوث الضغط النفسي أو ناتجة عنه، هذا بالإضافة للعديد من الأمراض الجسدية مثل: القلب، السكري، ضغط الدم، السرطان، أمراض الربو والجهاز التنفسي، وأمراض الجهاز الهضمي.
تتعدد أعراض الضغط النفسي ما بين جسدية، نفسية، وسلوكية. وهي كالتالي:
تنشأ الضغوط النفسية من عدة مصادر فإما أن تكون داخلية المنشأ أي من داخل الشخص نفسه وتسمى ضغوطاً داخلية. كالحساسية الزائدة والطموح الزائد أو قد تكون من المحيط الخارجي، مثل: العمل والعلاقات الاجتماعية. أو أحداث صادمة مثل موت شخص عزيز أو خسارة مالية أو الطلاق، وهذه تسمى ضغوطاً خارجية.
كما يوجد نوعين من الضغوط، فهناك الإيجابية منها التي تعطي الدافعية والتحفيز للفرد على النجاح والإنجاز. وهناك السلبية التي تهدر طاقته وتدفع به نحو الانهيار، وتعيق قدرته على التكيف مع بيئته ومحيطه.
يقول علماء النفس أن الأزمات النفسية الشديدة أو الصدمات الانفعالية العنيفة، والناتجة عن علاقة الفرد مع غيره على مستوى الأسرة، المدرسة، العمل، والمجتمع الذي يعيش فيه وغير ذلك من المشكلات أو الصعوبات التي يواجهها. من السهل أن تدفعه إلى حالة من الضيق والقلق والتوتر، وهي بحد ذاتها ضغوط حياتية تؤثر على حياة الإنسان واتزانه النفسي. وعليه، فإن الفرد حينما يتعرض يوميا لمصادر الضغوط النفسية كالمصائب أو مواقف أو هزات انفعالية شديدة، قد يتحمل ذلك بالتكيف وقد لا يتحمل ذلك فينهار؛ لأن هناك فروق بين الناس في القدرة على التحمل والتكيف.
إن ضغوط العمل هي تعبير عن حالة الإجهاد العقلي أو الجسمي وتحدث نتيجة للحوادث التي تسبب قلقا أو انزعاجا، أو نتيجة لعدم الرضا من الأجواء العامة التي تسود بيئة العمل. وهناك العديد من الأفراد الذين لا يحبون عملهم بل الظروف تدفعهم لممارسته.
تظهر من خلال عدم التكيف الزوجي إما لاختلاف العمر أو الوضع الثقافي لدى الأزواج، أو الاختلاف في صفات وخصائص الشخصية لكل منهم. بالإضافة إلى الخلافات والمشاحنات المستمرة بينهم، أو إهمال الشريك واجباته تجاه الشريك الآخر. تأتي أيضا الالتزامات المادية والظروف المعيشية، وعدم قدرة الفرد على توفير احتياجاته واحتياجات أسرته مصدرا ضاغطا عليه
إن العلاقات الاجتماعية تتطلب الوقت والجهد، والاستعداد لدى الفرد من أجل الانخراط بنجاح في تلك العلاقات، وتحمله ما يترتب عليه من تبعات مادية ووقت. وعدم قدرة الفرد على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية، تصبح مصدرا ضاغطا يكون له آثاره النفسية والاجتماعية عليه
إن إصابة الإنسان ببعض الأمراض العضوية أو النفسية وخاصة المزمنة، وما يرافق تلك الأمراض من أعراض جانبية وتكلفة مادية. تصبح هذه الأعراض والآلام مصدرا كبيرا لشعور المريض بالضغوط النفسية.
وهي الضغوط الناتجة عن الطموح الزائد لدى الفرد والدافعية الكبيرة للتميز والتفوق على الآخرين، ورغبته في الوصول للكمال والمثالية.
من طرق مواجهة الضغط النفسي.
يعتبر الاسترخاء من اكثر الطرق استخداما في السيطرة على التوتر الناتج عن الضغوط النفسية. إذ يعمل على خفض معدل ضربات القلب، خفض التقلصات العضلية، خفض ضغط الدم، تخفيف القلق والتوتر، وتنظيم عملية التنفس.
كيف نقوم بالاسترخاء؟ يوجد عدة طرق وتقنيات للاسترخاء، مثل: التنفس العميق والاستحمام وبعض التمارين الرياضية. وبإمكانكم اختيار الطريقة المناسبة لكم ولكن الأهم هو أن يكون المكان هادئ ومريح وبعيد عن المنبهات الخارجية.
هي طريقة مشابهة للاسترخاء وتستعمل كوسيلة لمواجهة المواقف المسببة للضغوط النفسية. فالتأمل: تمرين عقلي يؤثر على عمليات الجسم الفسيولوجية، ويُكسب الفرد القدرة على التركيز وتصفية الذهن.
ويُمارَس التأمل في جو هادئ بعيدا عن أي مؤثر خارجي ويصحبه تنفس بطيء، يُسهم في إزالة الكثير من أعراض التوتر.وهذا الأسلوب يؤدي إلى تحسين معدل ضربات القلب وحركة التنفس وخفض ضغط الدم.
التمرينات الرياضية تصرف عنا مصادر الضغوط وتقلل من الآثار الناتجة عن الضغط النفسي. إذ تعمل على خفض ضغط الدم، تحسين الدورة الدموية، وتقوية عضلة القلب فنجد أنفسنا أكثر قدرة على التنفس والحيوية. مما يقلل بدوره من التعرض للقلق والاكتئاب، كما أنها تكسب الأفراد احساسا بالتحكم في أجسامهم وشعورا بالإنجاز، وتساعدهم على النوم الهادئ. أيضا تساعد الفرد على استهلاك الطاقة المتولدة من الضغط النفسي.
ومن الأشياء التي تساعد على مواجهة الضغط النفسي تذكر الأشياء الجيدة والإيجابية في حياتنا، والتي نفتخر بها وتجعلنا سعداء سواء مواقف أو قدرات أو انجازات. ومهما كان حجم الضغط النفسي يجب أن نشعر بالراحة والهدوء.
''إن مرونة الفرد من أهم العوامل التي تسهل عملية التعامل مع الضغوط، فالشخص المرن يستجيب للبيئة الجديدة استجابات مناسبة تمكنه من التوافق معها. حيث وجد العديد من العلماء أن المرونة تعد من عوامل الشخصية المقاومة للضغوط النفسية، وأن الأشخاص الناجحين يستخدمون أنواعا من الأساليب التي تشتمل على حل المشكلات والتفكير الإيجابي والقليل من خداع الذات. وغيرها من الأساليب التجنبية أو الهروبية للتخلص من الضغوطات النفسية''.
''إن مواجهة الضغوط النفسية والتخفيف من حدتها هو اختزال الضغوط إلى أدنى حد ممكن. فالتخلص منها نهائيا يعني توقف الانسان عن اداء رسالته في الحياة، ولذلك نحن بحاجة إلى الضغوط لمواصلة الكفاح في الحياة. ولكن يجب أن نتعلم كيفية مواجهتها وتحويل السلبي منها إلى إيجابي ومحفز لنا على العمل والنجاح''
حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من تطمين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية والأسرية.
0