الاضطرابات الشخصية
Jan 2 2024
أحد الاضطرابات النفسية الهامة والتي تصيب 1% من البشر، وتصيب الرجال والنساء في مقتبل العمر بين 18 – 25 سنه، ويعرف باسم (Schizophrenia). يعتبر الفصام اضطراب ذهاني تتأثر فيه قدرة المريض على الاتصال بالواقع لما تنسجه مخيلته من هلاوس وأوهام غير منطقية تجعله لا يرى الواقع على حقيقته. وهذا ما يؤثر بدوره على السلوك وردود الأفعال التي يشكلها مريض الفصام تجاه الواقع الذي يعيش، وتجاه من حوله من أشخاص، وهذا ما يؤدي بالضرورة إلى عرقلة سير حياة مريض الفصام وأدائه لمهامه اليومية.
في الفصام المزمن قد لا تكون هذه المظاهر هي الأساس، ولكن هناك أيضا العديد من الأعراض السلبية للفصام بالإضافة للأعراض السابقة مثل: اللامبالاة، التبلد، عدم المشاركة، عدم الحماس، وحتى عدم الاهتمام بما يجري حوله. إذ يقضي المريض وقته لا يعمل شيء سوى التدخين ومشاهدة التلفاز، وأحياناً المشي في الشارع لساعات طويلة يومياً. يتوقف أداءه في الحياة العملية والاجتماعية. وتجد الأم غير مكترثة لأطفالها ولا زوجها ولا بيتها مما قد يؤدي للطلاق.
كما يكثر مرضى الفصام من شرب القهوة والشاي بالإضافة للتدخين بشراهة، وقد يتعاطوا مواد أخرى إذا توفرت مثل المنشطات والحشيش، مما يزيد المشكلة تعقيد أو يؤدي لانتكاسات شديدة بين الحين والأخر. وهؤلاء المرضى تضعف قدراتهم ويبدو عليهم التراجع في فهم الأمور اليومية، وقد يصابوا مرضى انفصام الشخصية أحياناً بتقلبات المزاج. وقد يجتمع أكثر من اضطراب نفسي مع الفصام عند نفس المريض مثل: بعض الوساوس القهرية أو الرهاب الاجتماعي والقلق.
قد يبدأ المرض بشكل مفاجئ أو متدرج وبطيء على مدى شهور، وكثيراً ما يتأخر المريض في العلاج في المجتمع العربي بين رفض المريض، والاستعانة بالمشعوذين بمختلف أشكالهم. وما يقوم به هؤلاء من ضرب وتعذيب للمريض لإخراج السحر أو الجن منه وقد يفارق الحياة بسبب هذا الأذى، وثم يأتي التردد من قبل الأهل في إيصاله للطبيب النفسي.
في أغلب الحالات يرفض مريض الفصام العلاج لاعتقاده بأنه غير مريض ولا مصاب، وقد تصل به هلاوسه أن مسألة علاجه هي مؤامرة ممن حوله. حتى وإن كان مريض الفصام فاقدا للبصيرة وممانعا للعلاج، يجب أن ندرك بأن العلاج المبكر هام وضروري لإيقاف الحالة ومنع التدهور والتأثير على ظروف الحياة. ما يتطلب إدخال المريض للمستشفى النفسي وأحياناً بصورة قسرية، وإذا كان متعاون وهادئ يمكن أن تتم المعالجة دون الحاجة لدخول المستشفى. وبعد التحسن لابد من التأكد أن العلاج يستمر لفترات طويلة وقد يكون مدى الحياة، والعلاج النفسي الفردي والعائلي والجماعي يأتي لاحقاً للعلاج الدوائي وحسب الحاجة.
وقد شهد العقدين الماضيين تطوراً هائلاً بالعلاجات النفسية وخصوصاً المضادة للذهان، مما أدى إلى تحسن النتائج في هذا المرض، ويبقى التحدي أن يتم الالتزام والمتابعة. وعلى أساسه تتوفر حقن عضلية طويلة المفعول لضمان استمرار العلاج وعدم إيقافه والامتناع عنه كما يحدث بالعادة. يبقى السؤال المتكرر من الناس كيف يتصرفوا والمريض يرفض العلاج، هذا ما يجب عليهم بحثه مع الطبيب المعالج حتى لو رفض المريض الوصول للعيادات.
إذا كان لديك شخص قريب مصاب بالفصام (انفصام الشخصية) يجب أن تعلم بأنه يحتاج رعاية ومعاملة خاصة، رعاية قائمة على احتوائه وبناء روابط عاطفية وجسور من الثقة معه، ما يمكنه من الشعور بالأمان واللجوء إليك كلما اشتدت عليه الأعراض. وبذات الوقت تمكينك من ربط مريض الفصام مع الواقع، وأن تثبت له كلما أتاحت لك الفرصة أن ما يشعر وبفكر به هي مجرد هلاوس ولا أساس لها من الصحة. وتذكر دائما الابتعاد عن الانفعال العاطفي معه أو حثه على العلاج وإفهامه بأنه مريض بشكل فظ، لأن ذلك سيزيد الأمر تعقيدا في التعامل معه وإخضاعه للعلاج.
0