تصنف الهيستيريا بصورة عامة بأنها من الأمراض النفسية التي تسبب اضطرابات تؤثر على طبيعة وشكل انفعالات المريض، ويرجح بأنها ناتجة عن وجود خلل الجهاز العصبي المسؤول عن الإحساس والحركة. نطلعكم من خلال تطمين عن تحول هذا الخلل إلى اضطراب نفسي يطلق عليه اضطراب الشخصية الهستيرية.
ما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟
هو اضطراب نفسي يدفع صاحبه إلى البحث الدائم والمستمر عن اهتمام الآخرين والسعي لأن يكون محور أي نقاش دائر أو أي جلسة يتواجد بها. يتميز المصاب به بأنه ذو تفكير عاطفي زائد ما يدفعه إلى إعطاء ردود أفعال عاطفية إزاء المواقف التي يتعرض لها ويمكن القول بأن ردود فعله تصل لدرجة الانفعال المفرط، بالإضافة إلى مبالغته في توصيف المواقف التي يتعرض لها وردود أفعال الأشخاص من حوله.
أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية
- السعي المستمر للفت الانتباه.
- سهولة التأثر بآراء الآخرين.
- الاهتمام بالمظهر الجسدي كوسيلة للفت الانتباه.
- المبالغة في إظهار العواطف.
- فقد تضحك بصورة ملفتة ومبهرجة على أمر تافه أو تبكي وتصرخ في العزاء بأعلى صوت دون أن تكون متأثرة لتلك الدرجة بذلك الفقدان، أو قد ترقص طوال الحفلة بطريقة ملفتة كي تكسب انتباه الحضور بشكل مستمر، وتبين فرح مبالغ بهذا العرس دون أن يكون كذلك.
- الحساسية الشديدة من النقد والمقاطعة.
- يتميز كلامهم بالسطحية وافتقاره إلى التفاصيل.
- الانزعاج في المواقف التي لا يكون فيها مركزا للاهتمام
- . فالمرأة المصابة بهذا الاضطراب تسعى لأن يكون مظهرها بملابسها ومكياجها بشكل لا يمكن أن يمر عنها رجل أو امرأة دون الانتباه لها، أو قد تخلق لنفسها فضائح في وسائل التواصل كي تكون حديث الساحة حتى لا يغيب الحديث عنها في أي مكان.
- ضعف الهمة والتحمل وسرعة الضجر
- . مع قصر النظر وضعفه عن التطلع للمستقبل والاستعداد له، والالتفات للماضي والإفادة من دروسه.
- فقدان الصبر والمثابرة وعدم القدرة على تحمل تأخر النتائج
- . وعند التعرض للضغوط النفسية والأزمات والإحباط يبرز استعطاف الآخرين وجذب الانتباه بصورة ملحوظة.
- استطلاع مشاعر الآخرين واهتمامهم وما يثير إعجابهم.
- والتعرف على ما ينفرهم ويسخطهم ورصد ذلك بدقة والاستفادة من ذلك في جذب الأنظار وكسب اهتمام أكبر عدد ممكن من الأشخاص، فهو يتماشى مع ما يطلبه المشاهدون والمستمعون ولكن حسب طريقته هو وفهمه.
- استخدام السلوك الإغرائي للجنس الآخر.
- إذا ضعف الوازع الديني كالمبالغة في الزينة والتغنج في الحديث والتصرفات. وهي أكثر امرأة مثيرة للجنس الآخر لكنها في نفس الوقت تعاني من برود جنسي لدرجة يشك زوجها في أنها على علاقة بشخص آخر لشدة اهتمامها بالإثارة خارج المنزل وبرودها داخله.
- طلب السعادة من خلال إعجاب الآخرين والحصول على رضاهم.
- ويرى الشخص نفسه بأنه اجتماعي مرح محبوب يوافق الآخرين ويوافقونه ويسعدهم ويعجبون به.
- التغاضي عن عيوب النفس وقلة الاستبصار بها أو السعي لإصلاحها.
- تبذير المال وتشتيت الجهود والطاقات لأجل كسب استحسان الناس.
- الانشغال بالمظاهر الجوفاء البراقة والغفلة عن حقائق الأمور ومخابئها وجواهرها.
علاج اضطراب الشخصية الهستيرية.
من الطرق العلاجية الأكثر شيوعا والتي يتم اعتمادها في علاج اضطراب الشخصية الهستيرية هي:
1. العلاج النفسي.
يعد العلاج النفسي العلاج الأكثر شوعا ونجاعة في معالجة اضطراب الشخصية الهستيرية. وهو يهدف إلى خلق حوار ونقاش مع المضطرب يمكنه من إدراك مرضه من خلال مناقشته بسلوكياته وحقيقة دوافعه وراء هذه السلوكيات. وهنا يقع على عاتق المعالج تصويب المريض اثناء الحديث حول كيفية تجنب تكريس المريض كل جهوده في جذب انتباه المريض إلى إفهامه السبل الصحيحة للتقرب من الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية صحية.
2. العلاج بالأدوية.
يمكن العمل على تحديد أدوية معينة لعلاج أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية أو الأمراض التي قد ترافقه مثل الاكتئاب أو القلق من خلال تحديد أدوية مضادة لهم. من شأن هذه الأدوية أن تخفف من وطأة أعراض الاضطراب.
إذا كان في محيطنا من هو مشخص باضطراب الشخصية الهستيرية أو تغلب عليه معظم أعراضها ينصح بإظهار الدعم والاهتمام لهم، تجنب نقدهم أو العمل على توجيههم إذ يفضل دائما التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصيتهم حتى لا يتفاقم شعورهم السلبي تجاه أنفسهم.
تجنب الخوض في نقاش أو حوار منطقي زائد عن اللزوم معهم، كونهم أشخاص ذو طريقة تفكير عاطفية مما يعني أن المنطق الزائد سيجعلهم يشعرون بأنك بارد معهم ولا تكترث لمشاعرهم.