تطوير الذات

تقبل الذات - طريقنا للعيش في حياة اجتماعية أفضل

6 يناير 2024

بحسب كارل يونغ، وهو عالم نفس من مدرسة التحليل النفسي، الذي نسج نظريته الخاصة عن مكونات الشخصية، تتكون الشخصية من عدة مكونات من بينها شخصية القناع، والتي تعني أن كل شخص لديه شخصيته الخاصة به، ولكن هذه الشخصيّة عادة تلبس قناع، بمعنى اخر دائما يوجد طريقة نقدم بها أنفسنا للعالم. في هذا المقال سأتطرق عن موضوع تقبل الذات ومدى مساهمته لعيشنا في حياة اجتماعية افضل.

كلمة "شخصية" مشتقة من كلمة لاتينية والتي تعني "قناع"، وبالتأكيد نحن نستخدمها بشكلها المجازي ولا نعني في استخدامنا لها المعنى الحرفي لمفردة "قناع". تمثل الشخصية جميع الأقنعة الاجتماعية المختلفة التي نرتديها بين مختلف المجموعات والمواقف، أي أن هذا القناع يخدمنا حتى نخبّيء أجزاء في أنفسنا لا تتوافق مع البيئة أو أحيانا أجزاء لا نحبها بأنفسنا، ربما لأن البيئة أيضا جعلتنا لا نحبها، ولم تشجعنا على تقبل الذات وعرض أنفسنا بشكلها الطبيعي.

 

ما الذي يدفعنا لعدم تقبل ذاتنا؟

منذ صغرنا تعلّمنا أنه إذا كنّا أنفسنا الحقيقية لن يتقبلنا من حولنا أو من الممكن أن ينتقدونا، ما يدفعنا لأن نتعلّم أن نخبّيء أجزاء حقيقية في أنفسنا حتى تتقبلنا البيئة المحيطة بنا. في النهاية، كل منا بحاجة لأن يشعر بأنه محبوب ومقبول، وإلا كيف من الممكن أن يعيش في هذه الدنيا؟

يزداد الشعور بهذا الاحتياج بالذات لدى الأطفال، إذ عندما نكون أطفالا، هنالك خوف من عدم السير بحسب ما هو متوقع منا ما يدفعنا لعدم تقبل ذاتنا، وما يترتب على ذلك أن من حولنا لن يحبوننا، وإذا ما لم يحبوننا فلن يعتنوا بنا، وإذا لم يعتنوا بنا؟ من الممكن أن نموت، وهنا لا نقصد بالضرورة الموت الجسدي، فهنالك أشكالا أخرى من الموت لا تقل إيلاما عن الموت الجسدي كالموت العاطفي أو الروحي مثلا.

جميعنا نخاف من "الموت"، أن نحيا في العالم ومن حولنا لا يروننا، لا يحبوننا، ولا يرغبون بنا. لذلك على مر السنين مع الأسف دائما نتعلّم كيف نخبئ أجزاء في أنفسنا الحقيقية ونعزز عدم تقبلنا لذاتنا، ونرتدي القناع لكي نبقى محبوبين ونعيش. وهكذا تتطور الشخصية كقناع اجتماعي لاحتواء جميع الدوافع والعواطف البدائية التي لا تعتبر مقبولة اجتماعيًا، ولكن ماذا يحدث بعد سنوات؟

نخسر ذاتنا الحقيقية، نخسر أنفسنا لأننا ببساطة نخاف!

 

كيف أقبل ذاتي كما هي؟

صحتك النفسية وسلام دربك وسلام علاقاتك يبدأوا بتقبّلك لجميع أجزائك الحقيقية والأصيلة:

 

  • أن تتقبّل ذاتك بإيجابياتها وسلبياتها.
  •  
  • أن تكون حرا كونك ذاتك. ربما سوف تلاحظ أن بعض الأشخاص ستنفر منك وتبتعد عنك، وربما تسخر منك وكأنها تحاول أن ترجعك للطريق المزيّف. ربما ستخسر أشخاص في الطريق الجديدة، ولكن لا تخاف فسوف تدعو أشخاص أخرين جدد لهذه الطريق، أشخاص متقبلة لذاتك بجميع أجزائها، وهنا تكسب: نفسك، حريتك، وعلاقاتك الصادقة والصحية.
  •  
  • لا تجعل هذا الخوف أقوى من رغبتك في أن تتحقق أهدافك، وأيضا أقوى من إختيار شريك الحياة من هو مغرم بجميع أجزائك الحقيقية.

اقرا أيضا مقال أنا هذه شخصيتي واشترك مع منصة تطمين للاستشارات النفسية اونلاين احصل على إرشادات من خلال برامج للمساعدة الذاتية تساعدك في تقبل الذات او قم بالتحدث مع أفضل أخصائي العلاج النفسي، بما يشمل مختصين من المجال الاجتماعي، الزوجي، الاسري وغيرهم للاشتراك من هنا مجاناً.


0

مقالات ذات صلة

قبول الاخرين - أن تتقبل بأنك غير كامل هو جزء من تقبلك للاخر

كيف نستطيع فهم مصطلح القبول؟ دعونا نعود بذلك إلى علاقة الإنسان مع الطبيعة، فما زالت علاقتنا مع الطبيعة يغلب عليها طابع القبول فمثلا عندما ترى البحر، الأزهار، أو الغروب، يكون موقفك منه موقف قبول وإعجاب لا يوجد نقد لهذه الظواهر، فنحن ننظر إلى هذه الأجزاء من الطبيعة، ونقبلها كما هي ونطور موقف إعجاب منها، وهذا يمنحنا راحة نفسية ومع أن الطبيعة ليست دائما جميلة، فهنالك بحر هائج، زلازل، براكين وغيرها من الظواهر الطبيعية، مع هذا نحن نقبل الطبيعة ولا نناقشها بل نجد طرق للتكيف معها لحمايتنا من أخطارها.

9 يناير 2024

من أين تأتي الأفكار السلبية؟

التشاؤم، الإحباط، اليأس، الانكسار،,الحزن، والخسارة عبارة عن مشاعر ناتجة عن التفكير السلبي الذي لابد لكل منا معايشته واختباره بشكل أو بآخر، وقد يكون في بعض الأحيان الشعور به مفيد وصحي إن كان يجتاحنا بدرجة معقولة؛ كونه يزيد من,المناعة النفسية,للإنسان ويجعله أكثر صلابة، حكمة، تبصّراً، ونضجاً. لكن تكمن المشكلة عندما يأخذ هذا التفكير السلبي حيزا كبيرا في تفكير الإنسان، ويستغرق كامل وقته للدرجة التي تعيقه عن ممارسة حياته بشكل طبيعي وسليم.

8 يناير 2024

كيف تتصل بمشاعرك الأساسية؟

”مثلث التغيير” هو عبارة عن خريطة ودليل يحملك من حالة عدم الاتصال إلى ذاتك الحقيقية. على المستوى العملي، نجد مثلث التغيير مكونا من مجموعة خطوات تهدف ببساطة إلى جعلك تشعر بحال أفضل. يعمل هذا المثلث على إعادة إدراكك لمشاعرك الأساسية مثل الفرح، الغضب، الحزن، الخوف، والإثارة. لقد ساعدني مثلث التغيير لبلوغ السعادة والرضى، كما ساعد عدة أشخاص عملت معهم لاستعادة ذات حقيقية أكثر حياة، وانسجاما.

31 ديسمبر 2023

كيف تغير قناعاتك الأساسية

إذا قرأت مقال,التعرف على القناعات الأساسية، سوف تعرف أنها الفرضيات العميقة والثابتة التي تضعها عن نفسك، عن الآخرين، والعالم من حولك.

31 ديسمبر 2023

كيف تتخلص من عيوبك السرية

آلاف الأشخاص اللطفاء يعيشون حياتهم مخفين سرا فظيعا.,سر مدفون عميقا بأنفسهم، محاط ومحمي بشرنقة من الخزي. سر ذو قوة هائلة، لا يؤذي أحدا، لكنه يسبب ضررا بالغا لأنفسهم.

31 ديسمبر 2023

جميع الحقوق محفوظة. تطمين© 2024

جميع المعلومات الطبّية الواردة في موقع تطمين تهدف لزيادة التوعية الصحّية، ولا تغني عن استشارة الطبيب المختصّ

App StoreGoogle Play

منصة معتمدة من وزارة الصحة السعودية

تطمين
تطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمين
تطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمين