الصحة النفسية
11 يناير 2024
في حين أن أشياء كثيرة تساهم في الهشاشة النفسية لكن عاداتك هي التي تحافظ عليها أكثر من غيرها، وسنذكر في هذا المقال بعض العادات التي غالبًا ما تكون مؤشرات على الهشاشة النفسية، التي إذا تعلمت كيفية التعرف عليها والعمل من خلالها من الممكن أن تصبح أكثر مرونة في مواجهة المشاعر والحالات المزاجية المؤلمة.
الهشاشة النفسية، هي الميل إلى الشعور بالمشاعر الصعبة بسهولة، والسماح لها بالتأثير الكبير على الحياة، وهي عكس المرونة تمامًا، وكمثال على ذلك:
هناك العديد من الطرائق للتعرف على الهشاشة النفسية، من ضمنها:
التفكير في الماضي، هو الجانب الآخر من القلق بشأن المستقبل، وعندما تذكر نفسك بشكل معتاد بإخفاقاتك وأخطائك التي ارتكبتها في الماضي؛ فإنك تدرب عقلك على الحصول على رؤية خاطئة، وتلغي ثقتك في قدراتك الحالية، وهذا يجعلك هشًا نفسيًا، إذ أن العيش في الماضي يعني عدم القدرة على العيش بشكل كامل في الوقت الحاضر.
بالطبع من المهم التفكير في أخطائنا السابقة والتعلم منها، وقد ذكرت دراسة (2017 ,.Nelson et al) نُشرت في مجلة صنع القرار السلوكي، أنه لا يجب عليك محاولة التخلص من الشعور بالسوء بعد الفشل، واكتشف الباحثون أن التفكير في مشاعرك (بدلًا من الفشل نفسه)، هو الأكثر فائدة، لكن هذا شيء مختلف تمامًا عن خسارة نفسك عن طريق النقد الذاتي للماضي وأخطائك فيه، لذلك تقبل إخفاقاتك السابقة، وتعلم منها إذا استطعت ثم تشجع على إطلاقها، وامض إلى حياتك في المستقبل.
من المفارقات المحزنة أن العديد من الأشخاص اللطفاء والأكثر تعاطفًا، ينتقدون أنفسهم بشكل لا يصدق، ويحكمون على أنفسهم بالسوء إذا كانوا في حالة مزاجية سيئة، ما يؤدي إلى الهشاشة النفسية. لذلك، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في مزاج سيء، جرب القليل من التعاطف مع الذات قبل أن تقفز إلى الحكم الذاتي.
إنه أمر غير منطقي، ولكن محاولة إصلاح المشاعر المؤلمة أو التخلص منها، تجعلك أكثر عرضة لها على المدى الطويل؛ فعندما يراك عقلك تحاول التخلص من شيء ما أو الهروب منه؛ فإنه يبدأ في اعتبار هذا الشيء تهديدًا، وعندما يعتقد عقلك أن شيئًا ما يمثل تهديدًا، فإنه يدفعك للخوف منه، لذلك عندما تتجنب عادة أو تحاول إصلاح المشاعر المؤلمة، فإنك تدرب عقلك على القلق من مشاعرك، وهذا يجعلك هشًا نفسيًا.
عندما تتعامل مع مشاعرك على أنها مشكلات، ستبدأ في النهاية في الشعور وكأنك إحداها، والحل هنا، هو تعلم الاقتراب من مشاعرك (حتى المشاعر المؤلمة)، والترحيب بها؛ لأنه عندما تفعل ذلك، فإنك تعلم عقلك أنه على الرغم من أن المشاعر المؤلمة مثل: القلق أو الحزن تشعرك بالسوء، إلا أنها ليست أشياء سيئة، وأنت لست سيئًا عندما تشعر بها، وأن قبول كل المشاعر هو جوهر القوة العاطفية.
عادةً ما نبحث عن الراحة والدعم من الآخرين عندما نشعر بالضيق أو السوء، وصحيح أنه من الجيد أن تحيط نفسك بالناس الداعمين والمشجعين، لكن المشكلة عندما تعتمد على أشخاص آخرين ليشعرونك أنك بخير، فإذا كنت معتادًا على البحث باستمرار عن الطمأنينة والاستعانة بمصادر خارجية للسيطرة على مشاعرك المؤلمة، فأنت تخبر عقلك أنك لست قادرًا على التعامل مع تلك المشاعر الصعبة بنفسك، وهذا يجعلك هشًا عاطفيًا.
يمكن للأشخاص الأقوياء عاطفيًا طلب المساعدة والدعم للتغلب على الصعوبات العاطفية، لكن إذا كان الآخرون هم استراتيجيتك الكاملة للتعامل مع هذه الصعوبات، فستكون عالقًا في فخ الهشاشة النفسية.
القلق المزمن يجعلك هشًا نفسيًا؛ لأنه يقتل ثقتك بنفسك، وكمثال على ذلك: فكر كيف تكون ثقتنا كبشر قليلة في قائد كان قلقًا باستمرار بشأن كل شيء سيء قد يحدث، ما يُصيبنا بالقلق حيال عدم قدرته على التعامل مع الصعوبات في المستقبل، وهذا ينطبق على ما تفعله بنفسك عندما تسمح لعقلك أن يضيع في قلق مزمن؛ فالقلق يدرب عقلك على الاعتقاد بأنّ هناك أشياء فظيعة قادمة. والأسوأ من ذلك، أنك لن تكون قادرًا على التعامل معها.
إذا أردت أن تكون أقوى عاطفيًا، فخصص وقتًا للتخطيط بعناية وحل المشكلات للتهديدات الواقعية في المستقبل، لكن خارج ذلك، قاوم الرغبة في اتباع مخاوفك غير المنتجة التي تراودك وتقتل الثقة.
يحب الجميع الشعور بالسعادة، لكن من الخطأ أن تفترض أنه عليك الشعور دائمًا بهذه الطريقة أو حتى تطمح إلى الشعور بالسعادة دائمًا، والسبب الواضح والمباشر، هو أن المشاعر السيئة (مثل: الشعور بالحزن والغضب والخوف)، هي جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وحتى لو لم تحبهم، لكن عندما تصر على الشعور دائمًا بالرضا والسعادة؛ فإنك تبطل الشعور بالسوء، وعندما تكون معتادًا على إبطال مشاعرك المؤلمة ينتهي بك الأمر بالشعور بالبؤس أكثر فأكثر؛ فالإصرار على أنك يجب أن تشعر دائمًا بالسعادة أكثر مما أنت عليه، هو طريقة رائعة للشعور دائمًا بأسوأ مما ينبغي.
ومن المفارقات أن محاولة الشعور بالرضا طوال الوقت، هي وصفة للهشاشة النفسية والمعاناة. من ناحية أخرى، عندما تتقبل ألمك العاطفي وتعاستك؛ فإن ذلك يؤدي إلى قوة عاطفية، وفي النهاية مستويات أكبر من السعادة (أو على الأقل، نوبات أقل تكرارًا من التعاسة)، والأمر هنا لا يتعلق بالشعور بالرضا أو السوء إنما يتعلق بعلاقة صحية مع ما تشعر به.
تعتمد الذات الصحية والواثقة والقوية على حدود صحية. من ناحية أخرى؛ فإن الهشاشة النفسية أمر مفروغ منه إذا فشلت في وضع حدود جيدة أو رفضت فرضها، فوضع حدود صحية أمر صعب، وفرضها أصعب إذا خفت من انزعاج الناس أو شعرت بالإحراج أو التردد أو الشك في الذات، لكن الصحيح هو أن وضع الحدود الجيدة وفرضها علامة على احترام الذات، لكن عندما لا تضع حدودًا جيدة (أو تفشل في فرضها وهو أسوأ من ذلك)، فأنت تخبر نفسك بشكل أساسي أنك لا تحترمها، ومن الصعب بناء القوة العاطفية دون احترام الذات.
أظهرت الدراسات (Doré. 2017) أن احترام الذات هو موقف أساسي لبناء الشخصية والتوازن النفسي، بالإضافة إلى أنه مسؤول عن عمليات التكيف على مدى الحياة، فإذا أردت أن تصبح أقل هشاشة نفسيًا تحلى بالشجاعة للدفاع عن نفسك من خلال فرض حدودك.
إذا كنت تسعى إلى تقبل الهشاشة النفسية والتخلص منها عن طريق تحسين مرونتك بأفضل صورة ممكنة، حمل تطبيق تطمين وتواصل مع المختصين لتعرف المزيد من أساليب تعزيز هذه المرونة.
حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من تطمين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية والأسرية.
1- Noelle Nelson, et al. “Emotions Know Best: The Advantage of Emotional versus Cognitive Responses to Failure”. Journal of Behavioral Decision Making First published: 08 September 2017. https://doi.org/10.1002/bdm.2042
2- Christina Doré.“[Self esteem : concept analysis]”. Rech Soins Infirm. 2017 Jun;(129):18-26. doi: 10.3917/rsi.129.0018.
3- 7 Signs of Emotionally Fragile People ,nickwignall.medium.com, retrieved 10/ 9/ 2023.
4- How to Cope With Emotional Fragility, www.psychologytoday.com, retrieved 10/ 9/ 2023.
0