كيف ندعم أبناءنا عند عودتهم إلى المدارس؟
إن عودة الأطفال إلى المدرسة بعد انتهاء العطلة الصيفية قد تكون فترة مثيرة لمشاعر مختلطة لكلّ من الأطفال والآباء على حد سواء؛ فمن ناحية تعدّ بداية العام الدراسي بالنسبة إلى معظم الأطفال فترة ممتعة فهناك معلمون جدد وزملاء جدد وتجارب جديدة، ومن ناحية أخرى فإن الروتين الجديد المقيّد للمتعة والاسترخاء والتفكير بالواجبات المدرسية بعد فترة من الراحة الطويلة، قد يسببان بعض القلق لدى الأبناء، لكن هذا القلق هو جزء طبيعي من توتر العودة إلى المدرسة والذي غالبا ما ينحسر تدريجياً خلال بضعة أيام أو أسابيع.
أحيانا تكون هناك أعراض قلق خفيفة وعابرة مثل التلكؤ في اختيار الملابس، والهدوء أكثر من المعتاد، وألم خفيف في المعدة، وصعوبة في النوم، أو انخفاض في الشهية. لكن هناك بعض الأطفال الذين قد يعانون من قلق شديد إلى درجة رفض العودة إلى المدرسة. يكون قلق الطفل من العودة إلى المدرسة إشكاليا إذا عانى من:
- نوبات غضب أو بكاء عند الانفصال عن الآباء أو مقدمي الرعاية للذهاب إلى المدرسة.
- صعوبة التواصل مع المعلمين وزملاء المدرسة.
- تجنب الأنشطة العادية داخل المدرسة.
- أعراض مثل آلام في المعدة، والإرهاق، والصداع ذات علاقة بمواعيد الذهاب إلى المدرسة.
- صعوبات حادة في النوم والتأقلم على الإيقاع الحيوي الخاص بالدوام المدرسي.
ما هي أبرز أسباب قلق الأطفال من المدرسة؟
- ما يقلق الأطفال يختلف حسب العمر؛ إذ قد يواجه الأطفال في مرحلة رياض الأطفال و الصف الأول صعوبة في الانفصال عن أحد الوالدين.
- أما أطفال المرحلة الابتدائية فيقلقون حيال التعرض للأذى وحول الخدمات اللوجستية العملية، مثل "ماذا لو لم أجد الحمام؟ " أو "ماذا لو خرجت من المدرسة ولم تكن أمي أو أبي بالانتظار؟ "
- الانتقال الى مدرسة جديدة يزيد المخاوف: "ماذا لو لم أجد فصولي الدراسية؟ " أو "ماذا لو لم يكن لدي أصدقاء في صفي؟ "
- أما المراهقون فهم أكثر عرضة للقلق بشأن الأداء المدرسي وزيادة الوظائف وعلاقاتهم بالأقران والخوف من التعرض للتنمر.
نصائح لتخفيف قلق طفلك قبل العودة إلى المدرسة:
- إن مجرد قضاء وقت مع الطفل القلق يبعث على الارتياح والتهدئة ويمنحه الفرصة للتحدث إذا كان يريد ذلك. إذا بدا طفلك قلقًا ، فيجب أن نسأل: "ما الذي يزعجك؟".
- يسمع الأطفال أحيانًا معلومات غير صحيحة أو مبالغ فيها من آخرين، فعلى سبيل المثال، "جميع معلمي الصف الخامس أشرار! " قد تكون قادرًا على تقديم الطمأنينة أو تصحيح سوء الفهم لتهدئة بعض المخاوف.
- تفهّم قلق الطفل من خلال الاعتراف بأن العودة إلى المدرسة مثل أي نشاط جديد يحتاج إلى فترة قصيرة للتأقلم، يمكن أن تكون بدايتها صعبة ولكنها سرعان ما تصبح معتادة وممتعة.
- قبل عدة أيام من بداية المدرسة، ابدأ بتجهيز الأطفال للانتقال إلى الفترة الدراسية الجديدة من خلال تعديل ساعات النوم ليناسب البرنامج المدرسي. من الضروري أن لا يعاني الطفل من قلة ساعات النوم فهذا يضاعف شعوره بالقلق والتوتر. فمثلا يحتاج الأطفال من عمر 6-12 عاما إلى ما بين 9 و12 ساعة نوم بينما يحتاج المراهقون إلى ما بين 8 و 10 ساعات. علما أن حرمان الطالب المدرسي من ساعة نوم ليلية يضعف انتباهه وتركيزه بمقدار الثلث.
- اجعل التجهيزات للمدرسة ممتعة، مثل اختيار الزي المدرسي الملائم والقرطاسية المفضلة.
- حاول التعرف على وبناء علاقة اجتماعية مع أشخاص في المدرسة مثل أبناء الجيران أو الأصدقاء، حيث تُظهر الأبحاث أن وجود رفيق مألوف أثناء انتقال الأطفال إلى المدرسة يمكن أن يحسن التكيّف الأكاديمي والعاطفي لديهم.
- قدّم ثناء أو مكافأة أو نشاطًا مجزيًا يمكن للطفل أن يكسبه عند مواجهة مخاوفه والالتزام بالدوام المدرسي بالرغم من قلقه.
- الاتفاق مع الطفل على إنشاء جدول أسبوعي متوازن يتضمن القيام بواجباته المدرسية ويتيح المجال لشيء من اللعب والتفاعل الاجتماعي خارج إطار المدرسة، مع تحديد ساعات اللعب والتواصل الإلكتروني.
- من المهم طلب المساعدة من المهنيين في المدرسة سواء معلمين أو مختصين في الإرشاد لمناقشة أي تحديات تواجه الطفل وكيفية العمل معا لتذليلها بما فيه المصلحة الفضلى للطفل.
إذا استمرت علامات الضيق لدى الطفل إلى ما يزيد عن شهر من عودته إلى المدرسة أو إذا كانت أعراضه تتفاقم بسرعة أو إذا أعرض الطفل تماما عن الذهاب إلى المدرسة، فينصح بعمل تقييم طبي نفسي شامل للطالب.
وأخيرا، تذكر أن التواصل المستمر مع طفلك وتقديم الدعم العاطفي يلعبان دورًا مهمًا في مساعدته على التكيف مع الظروف المستجدة وتجاوز القلق الذي قد يواجهه عند العودة إلى المدرسة وعلى مدار العام الدراسي. نتمنى لأطفالنا عاما دراسيا موفقا.