العائلة والأطفال

كيف يمكن تربية الاطفال بعد الطلاق ١٤ نصيحة

9 يناير 2024

للأسف، في أحيان كثيرة لا يشفع الاشتداد في الحب لامتداد العلاقة، والتي يمكن أن تنتهي في أي وقت، وتصبح عبارات من قبيل "معا حتى يفرقنا الموت" منتهية الصلاحية.

مع الوقت يصبح الزوجان المتآلفان عدوّان لدودان في داخل وخارج قاعة المحكمة، ثم المرور برحلة طلاق سيئة، ممتزجة بكثير من الأسى والحزن ومواقف الإساءة والتلاعب من الشريك، والتي تصّعب صياغة معادلة "صنع" صداقة محتملة بعد الطلاق.

حقيقة قد تزعج، الشريك الذي انفصلت عنه سيكون في حياتك لمدّة طويلة، تحديدا عندما يجمع بينكما أطفال، والتي تعني بقاء حيّز من المصالح والاهتمامات والتطلعات المشتركة، وتجاوز العلاقة الذاتية المحصورة بـــــ"الأنا" لصالح علاقة مشتركة؛ تساهم في منع تسرّب أي عطب نفسي وعاطفي للأطفال. 

14 نصيحة لتحقيق تربية مشتركة للاطفال عند الطلاق

حاول أن تخرج من المنطقة العالقة: 

قم بقطع حبال الحزن والأسى والغضب. نعم يبدو الكلام أسهل مما نتوقع، فيما لو مسّتنا واقعة الانفصال. مهما كانت رغبتك بالطلاق، لكن بالتأكيد هناك شعور بالخسارة والفقدان، هناك ألم يتسرّب بداخلك. بعضهم يتجاوزه بخفّة وسهولة، فيما يعلق آخرون لسنوات. إلى أن تبدأ مشاعرهم تتشافى تدريجيًا. وهذا، في واقع الأمر، يعتمد على عوامل كثيرة من بينها إحاطة الذات بعلاقات داعمة، وطلب المساعدة من مختص أسري يمكنه أن يساعدك في تجاوز هذه التجربة بأقل ضرر وخسارة ممكنة.

لقد بذلت وسعك: 

تأكد تمامًا أنك قد بذلت وسعك في سبيل إنجاح هذه العلاقة، صبرت واجتهدت وحاولت وسعيت. لا أحد بالتأكيد يحبّ أن يصل إلى مرحلة الانفصال عن الشريك، لكن عندما تصبح الخسائر تضاهي المنافع، وحين تصبح الحياة ما بعد الزواج أسوأ ما قبلها. تصبح خطوة الانفصال أكثر أمنًا وسلامًا.

ضع حدودًا: 

عبر إقامة "تعهدات الطلاق" بأن تكون واضحة وصريحة، بأن يتعهّد كلا الطرفين باحترام رغبات وأفكار ومشاعر الآخر والتعامل بحسن نيّة، والامتناع عن أية إساءة من شأنها أن تضر بمصلحة الأطفال. هذا التعهّد يجعل التواصل أكثر إيجابيّة وانفتاحًا، كما يمكنه أن يقلّص أية مشاكل أو مشاحنات من شأنها أن تقع لاحقًا.

أعد تعريف العلاقة: 

حاول أن تعيد النظر للعلاقة بطريقة مختلفة، الشريك الذي أمامك بعد الانفصال ليس عدوّك ولا ندًّا لك، هو مجرد "متعاون والدي" معك من أجل أطفالك.

هناك عدة أمور من شأنها أن تسهل عليك إعادة بلورة رؤيتك للعلاقة، كتحسين مهارات الاتصال مع الشريك، والوفاء بوعودك، وقول الحقائق، وعدم المبالغة في رد الفعل إزاء الأشياء، والاعتراف بأخطائك. وتنحية الاعتبارات الذاتية جانبًا. 

استثمر طاقتك في مكان آخر: 

عبر غمر ذاتك بمجموعة من الأنشطة اليومية التي من شأنها أن تغيّر من نمط حياتك، هذا ينقذك من المشاعر السلبية للانفصال؛ فهي خطوة لإعادة اكتشاف الحياة بقلب وعقل مختلف. كما ويمكنك توظيف استثمار الطاقة بإنشاء علاقات وصداقات تغذّي حماسك تجاه الحياة وتقصّر مسافات الشفاء.

كن مستعدا وتحدث بالحقائق: 

اجمع أطفالك، وأخبرهم بمشاركة الشريك عن قرار الانفصال، هناك حديث كثير يُقال حول طريقة الإخبار هذه، لكن المهم أن تفسح لهم المجال للتعبير عن مشاعره، وأن تطمئنهم وتهدئ من روعهم، في أن الانفصال لا يعني عدم رؤية أحد الوالدين معًا، أو عدم تناول وجبة عائلية أو مشاركة بعض الأنشطة. لا تتلاعب بالحقائق، ولا تزيّف لهم صورة الحياة القادمة، ولا تعدهم بما لا يمكن تحقيقه. 

زوجان منفصلان ووالديّة مشتركة: 

تذكّر أن شريكك هو أحد والديّ طفلك، عندما تقرر أن تدخل عالم الوالديّة فهذا يعني أن تضع نفسك في المرتبة الثانية، وأن تقدم مصلحة طفلك على نفسك، وأن يصبح التحالف المستقبلي مع الشريك أمرًا متاحًا ومقبولًا، فكما تقول أنايس نين: "الزواج عائلي، لكن الطلاق شخصي".

لا تضغط على الأزرار الساخنة: 

تحكّم بمشاعرك، حاول أن تمضي في طريق التسامح والمغفرة، فلم يعد هذا الشخص يسيطر على حياتك مجددًا.

أعلم أن هذا الأمر يبدو شاقًا وصعبًا، لكن ثق بي سيجعل شفاءك سريعًا، وسيعينك على المضيّ بحريّة أكثر في حياتك.

تذكر دومًا أنه لا أحد يربح في الطلاق، كلا الطرفان خاسران، تقول هانا مور "المسامحة هي اقتصاد القلب، إنها غفران يحميك من نفقة الغضب، ويحميك من تكلفة الكراهية، ويحميك من إهدار الأرواح".

دع المنطق ينتصر على العاطفة: 

عبر خلق والديّة منتجة، ورسم صورة الأسرة الجديدة بعد الانفصال، بوضع حدود للعلاقة، وترتيب أمور الزيارة، والسكن، والنفقة. دع الوالديّة الفعّالة تتقدم أمامًا. هذا لا يعني بالتأكيد أن تلغي مشاعرك، لكن ليس بالضرورة أن تجعلها تقودك وتتحكم بك. ضعها جانبًا.

لا تقلق، أطفالك بخير: 

كل ما يحتاجه الأطفال هو بيت خالي من المشاجرات، ومن صور العداء اللفظي والجسدي والنفسي يوميًا، فمنزل متناغم وهادئ مع والدين منفصلين أكثر صحة على المستوى النفسي والعاطفي من منزل يعيش فيه والدان مجبران على البقاء معًا. ترى المحللة النفسية وأخصائية طب الأسرة بيتريك فايبخ بأنه في الانفصال وسيلة ممكنة لخلق حياة أفضل للأطفال في بعض الحالات تقول: "تتسبب الحرب المستمرة بين الأب والأم في تسميم الأجواء بالمنزل وانشغالهما بصراعهما ونسيان الأطفال، فعندما يتشاجر الآباء بشكل شبه دائم يمكن للانفصال حينها أن يهدئ من حدة الحياة".

كن ودودًا ومهذبًا: 

تحدّث بشكل إيجابي عن شريكك أمام أطفالك، تجنب اللوم والنقد والمقارنة، كن مهذبا ودودًا فيما لو ذكرته أمامهم، لا تخدش صورته، ولا تظهره كما لو أنه وحشٌ قد قضَّ عشّ الزوجية. لأجل أطفالك هذب حديثك، ورّكز على إيجابياته ومناقبه الحسنة. فهذا من شأنه أن يجعل انفصالك صحيًّا.

لا تجعل طفلك يختار: 

أرجوك، لا تجعل طفلك طرفًا في معادلة الانحياز، بأن يتعاطف أو يميل أو يصطف معك في مواجهة الشريك، لا تقحمه في مثل هذه المعارك، ولا تجعله يختار بينكما، كيلا يتحوّل إلى كبش فداء.

علّمه أنه لا يمكن العيش دون عائلة، وأن مسعاه لنشر الحب بين الوالدين هي شجاعة للتخفيف من ضوضاء العلاقة بينهما.

السرّ السيء: 

لا تعلّم طفلك أن يخفي الأسرار عن شريكك، فهذا قد يدفعه للكذب، ويُفقد ثقته بك، ويرسم صورة بأن والديه ليسا مصدران للأمان. كما وتجنب القيام بفعل وقول ما يجعل طفلك مضطراً للتغطية على تصرفاتك. علّم طفلك أن يكون واضحًا وصريحًا كي لا يطالك إخفاء الأسرار. وينطبق الأمر على ترك إجباره في إخبارك كل شيء عن الشريك.

خبرات داعمة: 

تعرّف على أشخاص مرّوا بخبرة الانفصال، استمع إليهم وتشارك معهم مشاعرك وأفكارك، واختر ما يمكن أن يساعدك على تخطي محنة الانفصال.

لا تنشئ علاقات غرامية جديدة: 

تمهّل، خذ وقتًا، ولا تندفع نحو إقامة علاقات غرامية أو ارتباط جديد. تجنب محاولات الانتقام من الشريك بهذه الطريقة. خذ وقتك للتشافي من العلاقة السابقة، واختر الشريك القادم بعناية ووعي تامّيْن.


حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من تطمين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية.



0

مقالات ذات صلة

علاج الخوف عند الاطفال واحتواء مشاعرهم

علاج الخوف عند الاطفال هو ما يهم كل أم تحب طفلها وتسعى لحمايته من المشكلات والاضطرابات النفسية، فعلى الرغم من أن مشاعر الخوف والقلق تعتبر طبيعية وفطرية عند الأطفال، إلا أنه يجب الحذر من زيادتها عن الحد حتى لا تتفاقم وتصبح مشكلة نفسية وتتسبب في معاناة الطفل من الرهاب الاجتماعي أو الاكتئاب والقلق فيما بعد.

12 يناير 2024

كيف تتعافى من آثار تربية الوالدين النرجسيين؟

منذ اللحظة التي يولد فيها الطفل، تصبح صحته الجسدية والنفسية أحد أهم أولويات الآباء، ويحرص معظمهم على تقديم كل ما يحتاجه طفلهم، ولكن في بعض الحالات قد ينشأ الأطفال بين آباء نرجسيين.

12 يناير 2024

الطلاق و الأطفال - نصائح لتربية الأطفال بعد الطلاق

فترة الطلاق هي فترة صعبة وضاغطة لجميع الأطراف من الممكن أن تستمر لسنوات أو مدى الحياة، كل ما على الوالدين فعله خلال فترة الطلاق بالحد الأدنى الترفع عن الحقد والضغينة وتقبل الواقع الحالي على أنه الواقع الأحسن لجميع الأطراف، وبذلك يعتاد الجميع على التغيير بأقل الأضرار الممكنة.

9 يناير 2024

العلاج بالفن للأطفال

يتم تحديد مكانة الطفل في المجتمع على أساس حقه القانوني في الحصول على العناية الصحية، التربية السليمة، الحماية، وكذلك العلاج، وإذا ما جئنا للحديث عن العلاج بالفنون، فإنه لمن الجدير بالذكربأن الرموز، الألوان، "الخرابيش"، والرسومات (المتطورة مع تطور الجيل)، هي مكوّنات أساسية في عالم الطفل، كما وتشكل الفنون عامة لغة إضافية بالنسبة للطفل، لغة رمزية غير كلامية، ووسيلة اتصال بديلة، والتي من خلالها يمكن له,التعبير عن نفسه، عن مشاعره,وأحاسيسه، عن عالمه الخاص، مخاوفه وأحلامه.. بصورة عفوية سلسة بسيطة وغير مركبة.

7 يناير 2024

تنشئة الاطفال - مهارات الوالدين اللازمة لتنشئة طفل سوي نفسيا

عندما نمتلك جهازًا ثمينًا، نعتني كثيرًا بكيفية معاملته حتى يحافظ على جودته وبما أن أولادنا أغلى وأعز من أي جهاز أو سيارة فيجدر بنا أن نتعلم المهارات اللازمة لتنشئتهم بأحسن صورة وكي لا تكون تجربتنا كأطفال بحلوها ومرها مصدر الإلهام الوحيد لتنشئة اطفالنا.,

7 يناير 2024

جميع الحقوق محفوظة. تطمين© 2024

جميع المعلومات الطبّية الواردة في موقع تطمين تهدف لزيادة التوعية الصحّية، ولا تغني عن استشارة الطبيب المختصّ

App StoreGoogle Play

منصة معتمدة من وزارة الصحة السعودية

تطمين
تطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمين
تطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمينتطمين