الاضطرابات الشخصية
7 يناير 2024
من المهم أن تعرف الوقت الأفضل لبدء محادثة آمنة مع الشخصية الحدية. إذا كان الشخص غاضبا أو مسيئًا لفظيًا أو يوجه تهديدات، فإن هذا هو ليس الوقت المناسب للحديث. من الأفضل تأجيل المحادثة بهدوء بقول شيء مثل "دعنا نتحدث لاحقًا عندما نكون هادئين. أريد أن أعطيك انتباهي الكامل ولكن هذا صعب للغاية بالنسبة لي لأفعله الآن." في هذا المقال سنتطرق لكيفية التعامل مع الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية عندما تكون الامور اكثر هدوءا.
تجنب المشتتات مثل التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهاتف الخليوي. حاول ألا تقاطع المحادثة أو تعيد توجيهها إلى اهتماماتك. لا تصدر أحكاما وتجنب الانتقاد، وأظهر اهتمامك بما يقال بالإيماء من حين لآخر أو إبداء تعليقات شفهية بسيطة. لست مضطرًا إلى الاتفاق مع ما يقوله الشخص ليكون من الواضح أنك تستمع وتعاطف.
تتواصل مشاعر الشخص ذو الشخصية الحدية أكثر بكثير من الكلمات التي يستخدمها. يحتاج الأشخاص ذوي اضطراب الشخصية الحدية إلى التأكيد على صحة مشاعرهم وعدم إنكارالألم الذي يعانون منه.
لا تحاول الفوز بالجدال أو الإشارة إلى ما تشعر به أنه خاطئ، حتى عندما تكون متأكدا من ذلك.
حتى لو كان الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية منفعلا. تجنب الدفاع عن نفسك في مواجهة الاتهامات والانتقادات، بغض النظر عن مدى شعورك بالظلم لأن ذلك سيؤدي إلى غضبه. وإذا شعرت بحاجتك لأن تهدأ أنصحك بالابتعاد.
الإلهاء سيكون أكثر فاعلية إذا كان النشاط نفسه مهدئا، كممارسة الرياضة أو احتساء الشاي الساخن أو الاستماع إلى الموسيقى أو الاعتناء بحيوان أليف أو الرسم أو البستنة.
خصص وقتًا لاستكشاف ومناقشة اهتمامات أخرى. يمكن أن تساعد المناقشات حول الموضوعات الخفيفة على تحفيف حدة الصراع بينكما وقد تشجعه على اكتشاف اهتمامات جديدة أو استئناف الهوايات القديمة.
إذا كنت تعتقد أن ذا الشخصية الحدية معرض لخطر الانتحار، فلا تترك الشخص بمفرده واطلب المساعدة.
إحدى أكثر الطرق فعالية مع من يعاني من اضطراب الشخصية الحدية في السيطرة على سلوكه هي وضع حدود صحية وفرضها. تحديد الحدود يمكن أن يساعده على التعامل بشكل أفضل مع متطلبات العالم الخارجي، حيث القيود الصارمة في المدارس والعمل والأنظمة القانونية على سبيل المثال. إن إنشاء حدود في علاقتك يمكن أن يحل محل الفوضى وعدم الاستقرار ويزودك بمزيد من الخيارات حول كيفية التصرف عند مواجهة السلوك السلبي. عندما يحترم كلا الطرفين الحدود، ستكون قادرًا على بناء شعور بالثقة والاحترام بينكما، وهي مكونات أساسية لأي علاقة ذات معنى.
وضع الحدود ليس حلًا سحريًا لعلاقة ما. في الواقع، قد تسوء الأمور في البداية قبل أن تتحسن. ذو الشخصية الحدية يخشى الرفض ويكون حساسًا لأي تغيير طفيف. هذا يعني أنه إذا لم تقم مطلقًا بتعيين حدود في علاقتك من قبل، فمن المحتمل أن يتفاعل الآخر بشكل سيء عند البدء. إذا تراجعت أمام غضبه أو سوء معاملته ، فسوف تعزز سلوكه السلبي وستستمر المشكلة. ولكن ، يمكن أن تلتزم الحزم والوقوف إلى جانب قراراتك.
يعد اضطراب الشخصية الحدية قابلاً للعلاج بدرجة عالية، إلا أنه من الشائع للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية تجنب العلاج أو إنكار وجود مشكلة لديهم. حتى إذا كان هذا هو الحال معك، فلا يزال بإمكانك تقديم الدعم وتحسين التواصل وتحديد الحدود مع الاستمرار في تشجيع صديقك أو أحد أفراد أسرتك على طلب المساعدة المهنية.
وفي الاطار العلاجي على المعالج أن يتحلى بالثبات المهني والتوازن الانفعالي ويحافظ على الحدود دون أن يهدد بالهجران أمام كافة الإغراءات والاعتداءات المتباينة التي تأتي من قبل الفرد ذي الشخصية الحدية، وأن يغتنم الفرصة المناسبة لمراجعة هذه التحديات في العلاقة مع المتعالج لمساعدته على الاستبصار في طبيعة شخصيته والحيل الدفاعية التي يستخدمها آملين أن يستفيد من ما يدركه من خلال العلاقة العلاجية لتصحيح العلاقات الأخرى التي ينشئها خارج الإطار العلاجي.
وفي ختام هذه النصائح يحضرني من الأثر الاسلامي قول: "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " فهذه الوسطية وهذا التنظيم العاطفي هو الهدف المرجو من العلاج النفسي.
حمل تطبيق تطمين استشارات نفسية وأسرية أونلاين من خلال أبل ستور أو قوقل بلاي وقم أيضا بالتسجيل في موقع الصحة النفسية تطمين للحصول على معلومات قيمة وأدوات عملية لتعزيز صحتك النفسية والأسرية.
0