الاضطرابات الشخصية
11 يناير 2024
إن فهم الطبيعة الخاصة بتفكيرنا وسلوكنا وكيف نتفاعل مع الآخرين هي أمر مهم، وخاصةً عندما نتحدث عن الشخصية النرجسية، والتي تتميز بالتركيز المفرط على الذات، والغرور المفرط بالنفس، والاهتمام الشديد بالمظاهر الخارجية.
في هذا المقال، سنبين لك ما إذا كانت شخصيتك تنطبق على سمات الشخصية النرجسية أم لا، وذلك عن طريق استكشاف الأنماط والعلامات الدالة على الشخصية النرجسية حتى تتمكن فيما بعد من علاج الأمر والتخلص من هذه السمات السلبية.
تُعرّف النرجسية بأنها نوع من الاضطرابات النفسية التي تتعلق بالشخصية، وتتميز بالشعور بالعظمة، والحاجة المستمرة للإعجاب، والافتقار إلى التعاطف مع الآخرين، إذ تتميز الشخصية النرجسية بما يلي:
لا يوجد سبب محدد للشخصية النرجسية، ولكن هناك مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تساهم في تطور النرجسية؛ فمعرفة الأسباب يمكن أن تحدد الجذور الأصلية لتطور الشخصية النرجسية لتتمكن لاحقًا من علاجها، ومن هذه الأسباب ما يلي:
قد تؤثر العوامل الوراثية في تطور الشخصية النرجسية، أي قد يكون لدى بعض الأشخاص ميل وراثي من آبائهم أو أمهاتهم للتفاخر والثقة الزائدة في الذات، إذ بينت دراسة (Song H et al., 2014) أجريت عام 2014 شملت 304 زوج من التوائم، أن بعض سمات اضطراب الشخصية النرجسية كانت وراثية بالفعل.
يمكن للتربية غير السليمة أن تكون أحد أبرز الأسباب، إذ يمكن أن يكون لتجارب الطفولة والتربية الأسرية غير السليمة تأثير كبير على تطور الشخصية النرجسية، على سبيل المثال: عندما يتعرض الطفل لإهمال من الوالدين في سن مبكرة، قد يتطور لديه شعور بعدم الأهمية ويسعى للحصول على الثناء والاعتراف الذاتي عندما يكبر.
أشارت نتائج دراسة (McLean, 2007) أن اضطراب الشخصية النرجسية هو نتيجة لعدم تعاطف الوالدين أثناء فترة نمو الطفل، وبالتالي لا يمكن للشخص أن يطور القدرة الكافية لتحقيق احترام وتقدير ذاته.
إذ تلعب البيئة الاجتماعية دورًا في تطور الشخصية النرجسية، على سبيل المثال: المجتمعات التي تشجع على التنافس الشديد وتمجد النجاح الشخصي قد تشجع على تطوير الشخصية النرجسية، فقد أشارت نتائج دراسة (Roepke S et al., 2018) إلى أن درجات النرجسية كانت أعلى في الثقافات الفردية (التي تركز أكثر على حقوق كل شخص وأهدافه) مقارنة بالثقافات الجماعية (التي تركز أكثر على ما هو أفضل للجماعة ككل).
حتى تتمكن من تحديد ما إذا كنت شخصية نرجسية إليك أكثر سمات الشخصية النرجسية شيوعًا، ويجب أن تتذكر أن هذه السمات قد لا تكون موجودة بشكل كامل عند جميع الأشخاص النرجسيين، ولكن في كلتا الحالتين فإن سمات الشخصية النرجسية قد تؤثر سلبًا على التفاعلات والعلاقات الاجتماعية المحيطة بك.
إليك بعض هذه السمات الشائعة:
عندما تستكشف سمات الشخصية النرجسية وتحاول تحديد ما إذا كنت تمتلكها، يجب أن تتذكر أن النرجسية ليست حالة لا يمكن علاجها، فهي طيف واسع من الصفات والسلوكيات التي يمكن أن توجد بدرجات مختلفة عند الأشخاص، وإذا كنت تجد أن بعض سمات النرجسية تتطابق مع سلوكك وأفكارك، فقد يكون من المفيد الاعتراف بالسمات النرجسية، فهي الخطوة الأولى لتحقيق التوازن في شخصيتك.
عندما تشعر بأنك تعاني من النرجسية يُنصح بالتحدث إلى مستشار أو معالج نفسي، ويمكنك ذلك من خلال تحميل تطبيق تطمين، والذي سيساعدك على تطوير التواضع والتعاطف وقبول أفكار وآراء الآخرين، فتتمكن من تحقيق التوازن والتواصل الصحي وتطوير علاقات صحية ومستدامة.
1- Luo YL, et al. A behavioral genetic study of intrapersonal and interpersonal dimensions of narcissism. PLoS One. 2014 Apr 2;9(4):e93403. doi: 10.1371/journal.pone.0093403.
2- McLean J. Psychotherapy with a narcissistic patient using Kohut’s self-psychology model. Psychiatry. 2007;4(10):40-47.
3- Vater A, et al. Does a narcissism epidemic exist in modern western societies? Comparing narcissism and self-esteem in East and West Germany. PLoS One. 2018 Jan 24;13(1):e0188287. doi: 10.1371/journal.pone.0188287. Erratum in: PLoS One. 2018 May 29;13(5):e0198386.
1