المراهقين
31 ديسمبر 2023
يحيل تعبير “وقت الشاشة” أو “الشاشة” للوقت المقضي في استعمال جهاز إلكتروني ذو شاشة كالكمبيوتر، التلفاز، الهاتف الذكي أو ألعاب الفيديو.
* * *
الانقطاع التام عن استعمال “الشاشات” ليس الخيار الأمثل لتحقيق السعادة.
المراهقون الأكثر سعادة يستعملون “الشاشات” لحوالي ساعة في اليوم، حسب ما بينته دراسة حديثة. أكثر من هذا الوقت يؤدي لتصاعد مطرد في مستويات التعاسة.
هذه النتائج جاءت من دراسة أجريت على أزيد من مليون مراهق أمريكي تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 سنة. بينت الدراسة أنه كلما قضى المراهقون وقتا أطول أمام الشاشات — في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، كتابة الرسائل النصية أواللعب — كلما كانوا أقل سعادة.
أقرانهم الأكثر سعادة يستثمرون وقتا أطول في القراءة، لعب الرياضة والتفاعلات الاجتماعية المباشرة (وجها لوجه).
البروفسور Jean M. Twenge، المؤلف الرئيسي للدراسة، يعتقد أن استعمال الشاشة يقود للاكتئاب، رغم أن الدراسة لا يمكنها إثبات ذلك:
“رغم أن هذه الدراسة لا تستطيع أن توضح العلاقة السببية، عدة دراسات أخرى بينت أن الإكثار من استعمال وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي للتعاسة، لكن التعاسة لا تقود لاستعمال أكثر لوسائل التواصل الاجتماعي.”
لكن المثير للاهتمام أن الاستغناء تماما عن استعمال الشاشة لم يكن الاختيار الأمثل للوصول للسعادة — تَبيَن أن أقل قليلا من ساعة واحدة يوميا هي التوليفة الأمثل.
البروفيسور Twenge يقول:
“الحل لاستعمال وسائل التواصل الرقمية وتحقيق السعادة هو الاستعمال المحدود.
فليكن هدفك ألا تقضي أكثر من ساعتين يوميا في استعمال وسائل التواصل الرقمية، وحاول أن تضاعف كمية الوقت الذي تقضيه في لقاء الأصدقاء مباشرة وممارسة التمارين الرياضية — وهما نشاطان مرتبطان بشكل موثوق بتحقيق بالسعادة الحقيقية.”
بعد سنة 2012، التقدير الذاتي للمراهقين، رضاهم عن الحياة وسعادتهم انخفضت كلها انخفاضا قويا مقارنة بفئات عمرية مماثلة من فترة التسعينات.
على الأرجح أن وجود الهواتف الذكية اليوم في كل مكان ليس مصادفة، البروفيسور Twenge يقول:
“ أكبر التغييرات التي عرفتها حياة المراهقين بين سنتي 2012 و 2016 على الإطلاق كان ارتفاع كمية الوقت الذي يقضونه على وسائل التواصل الرقمية، والتراجع الموالي للأنشطة الاجتماعية المباشرة (وجها لوجه) والنوم.
وصول الهاتف الذكي هو التفسير الأكثر منطقية للتدهور المفاجئ للحالة النفسية للمراهقين.”
الدراسة (Twenge et al., 2018)
المصدر: PsyBlog
الصورة: by Jacob Ufkes on Unsplash
0